شعر الإمام علي
يعتبر شعر الإمام علي من أهم وأبرز نماذج الشعر العربي في العصر الإسلامي، فقد تميز شعره بقوة معانيه وعمق فكره وبلاغته وأسلوبه الفني المتميز، وقد تناول في شعره مواضيع مختلفة، منها: الحكمة والموعظة، والزهد والتصوف، والبطولة والفخر، والمدح والهجاء، والرثاء، والغزل، وقد ترك تراثًا شعريًا كبيرًا خلفه.
1. الحكمة والموعظة
{|}
يتمثل شعر الإمام علي في هذا الموضوع في حكمه ومواعظه القيمة، التي تدعو إلى فعل الخير والتقوى والابتعاد عن الشر والآثام، ومن أشهر حكمه: “من كثر كلامه كثر خطؤه”، “من وعظ أخاه سرًا فقد نصحه، ومن وعظه علانية فقد فضحه”، “لا تجعل الدنيا همك، فإنك لن تبقى فيها، واجعل الآخرة همك، فإنك لن تفنى عنها”.
2. الزهد والتصوف
عبر الإمام علي في شعره عن زُهده في الدنيا وما فيها، وتعلقه بالآخرة، ودعوته إلى الزهد والتصوف، ومن شعره في هذا الموضوع: “يا دنيا غري غيري فلست لي/ ولا لك فيَّ حاجة يا دنيا/ إني امرؤ سام ولا مكروه/ ما فيك لي فاقعدي عني”، “رضيت بقسم الله لي في معيشتي/ ولا أرضى لما قسمه غير راض”، “يا نفس إنك قد جبلت على هوى/ فاعملي ما أمرت به وخل عنك ما تنهين عنه”.
3. البطولة والفخر
تغنى الإمام علي بشجاعته وبسالته في الحروب، وفخر بنسبه الشريف، ومن شعره في هذا الموضوع: “أنا الذي سمتني أمي حيدرة/ فضلتني على سائر البرايا”، “لا تقعدن بدار الذل سيدها/ فارحل إلى ملك أو موت عاجل”، “صبرًا بني هاشم فالملك لله/ يوليه من يشاء ويمنعه عمن يشاء”.
4. المدح والهجاء
{|}
مدح الإمام علي أصحابه وشيعته، وامتدح أعمالهم الجليلة وتضحياتهم في سبيل الإسلام، كما هجا أعداءه وخصومه بكلمات قاسية، ومن شعره في هذا الموضوع: “مدحت نفسي وما مدحي لها/ يكذب مدحي إذا لم تفعل فعالا”، “يا رب إن قومًا بغوا علينا/ شتمًا وظلمًا وعدوانًا وفجورا”، “وحدهم منك يا غراء لغتي/ فلا تزال بها في السر والجهر”.
5. الرثاء
{|}
رثى الإمام علي أقاربه وأصحابه الذين استشهدوا في الحروب، وأبرز في مراثيه حزنه وألمه وحسراته عليهم، ومن شعره في هذا الموضوع: “ألا أيهذا الناعي لنا خير مرتحل/ تركتنا لدهر لا نرى مثل من رحل”، “أفردوا قتيلًا لا نظير له/ كأنهم قد فرغوا من أمرهم فرحلوا”، “فيا عين فاحتفلي وانفجضي واكفكفي/ فإن القتيل اليوم خير من الفحل”.
6. الغزل
تغزل الإمام علي بالنساء وجمالهن، ولكن غزله كان عفيفًا وراقيًا، ومن شعره في هذا الموضوع: “يقولون لي فيك افتتان فإنني/ لأهواك ما لم يبق في القلب مطمع”، “وما أنت إلا غصن بان تمايلت/ به الريح أو حوراء جرداء زينت”، “فلو كنت تعلم ما الجمال لأدركت/ جمال البهية والحياء من العفاف”.
7. المراثي الرثائية
كان للإمام علي مراثي رثي فيها بعض الصحابة والتابعين الذين استشهدوا في معارك الفتوح الإسلامية، ومن ذلك قوله في رثاء جعفر بن أبي طالب:
**ألا يا عين فاحتفلي وانفجضي واكفكفي**
**فإن القتيل اليوم خير من الفحل**
{|}
وقوله في رثاء عمار بن ياسر:
**يا عين فاحتفلي وانفجضي واكفكفي**
**فقد ثكلت أبا اليقظان عمارا**
وقوله في رثاء طلحة بن عبيد الله:
**ألا يا عين فاحتفلي وانفجضي واكفكفي**
**فقد ثكلت أبا محمد طلحة**
الخاتمة
ويعتبر شعر الإمام علي من التراث الشعري العربي الأصيل، الذي تميز بقيمته الفنية العالية، وعمق معانيه، وسمو أفكاره، وقد ترك أثراً كبيراً في الشعر العربي بعده، وأصبح من أهم المصادر التي يعتمد عليها الأدباء والنقاد في دراساتهم الأدبية.
{|}