شعر عن جمال العيون وسحرها
مدخل
العينان مرآتا الروح، نوافذ تنقل مشاعرنا وأحاسيسنا. في جمالهن وسحرهن، تمجّد الشعراء على مر العصور جمال العيون، فهي مصدر إلهام لا ينضب من الإبداع الفني.
فتنة السواد
سواد العيون، ليل مظلم يخفي ويفصح عن أسرار لا تُحصى. تائهين في عمقه، يتوه المشاهد في متاهة من المشاعر المتناقضة. السواد لون الغموض والإغراء، يثير فضولنا ويدفعنا لاستكشاف الأعماق المجهولة الكامنة وراءه.
* يا ليل عينيك هات عينيك انني … في ظلمة الليل شمس عينيك أريد
* تربعت في سواد العينين ليلي … ومشى في جفنها والخد وردي
* وإن من سواد العينين منظرا … يحيط بي فيشت علي قلبي
بريق العسل
{|}
عيون ملونة بلون العسل الدافئ والأحلى، تشعرك بالدفء والأمان. بريقها الذهبي يعكس ضوء الشمس، ويشعل نار الحب في قلوب المشاهدين. العيون العسلي هي عيون مغرية، ترحب بالدخول وتدعو إلى البقاء إلى الأبد.
* ذهبية كأنها الشمس … تنير الدروب المعتمس
* فمها ابتسم كالعسل … وأذابت همما قد كسرت
* يا عسل شفاهك يا روحي … يا فاكهة قلبي وروحي
{|}
زرقة السماء
زرقة السماء اللامتناهية تنساب إلى عيون زرقاء مذهلة، وهي رمز للنقاء والبراءة. مثل السحاب العابر، تحمل هذه العيون أحلامًا وأسرارًا تتغير باستمرار. تنعكس فيها سماوات مجهولة، تغري المستكشفين بالانجراف في غيوم من الخيال.
* يا عيناك بحر قد غرقت بشطآنه … ولا أدري وأهوى بعد أم قبل
* وبنت تريك العين منها مدامعا … كان الدموع الود لو أنها سبل
{|}
* ما ضرها لو أنها أجابتني … يوما لعل الله يجمعني بها
إشراق الخضرة
عيون خضراء زاهية، مثل أوراق الربيع، تنضح بالحيوية والانتعاش. إنها تذكير بالطبيعة الأم، فهي تمثل النمو والتجديد. يمنح بريقها الزمردي أملاً جديداً، ويوقظ المشاعر الخاملة.
* قد طال ما خضرت عيونك بالمنى … وأذاب وجدك في الفؤاد جليدها
{|}
* والله ما في الدار غيرك واحد … ومليك قلبي لم يخالف وديها
* يا حبيبي ورد خدك في الخدود … أضاء فابدى نوره كالشمس في السعود
سحر اللوز
عيون لوزية الشكل، تشبه المكسرات اللذيذة، تحمل سحرًا شرقيًا لا يقاوم. فهي ضيقة وممدودة قليلاً، ذات نظرة مميزة تثير الفضول. عيون اللوز تعكس الحكمة والسرية، وهي موطن لألغاز لم يتم حلها.
* إذا رأيتها في الخدر قد بدت لنا … فكأنها شمس الضحى حين بدا
* وفي عينها من سحر طرفها … ينوه إلى سر الهوى من أرادا
* ولها جفون باتت في ظلماتها … على مثل جمر الغضا حين ووقدا
جاذبية القط
عيون القطط، بعيونها الكبيرة ذات التلاميذ العمودية، تتميز بغموض ساحر. مثل الصيادين الليليين، يستكشفون ظلام الليل، ويكشفون عن أسراره الخفية. عيون القطط مغناطيسية، تجذبك إلى عالم سحري حيث كل شيء ممكن.
* قطط ضئيلات الخصور طوال … لها مقل كأنها الجمر تلتمع
* وقد فتكت بها فأصبحت … أرق من نسيم الرياض الهفهاف
* تجورين ما لي ومالك إنني … بليت بقلب لا يلين لحسنه
{|}
فتنة الغزال
عيون الغزلان، واسعة وبريئة، تعكس جمال الطبيعة وصفاءها. إنها عيون مليئة بالخوف والحنين، وتذكرنا بهشاشة الحياة. تنعكس فيها غابات بعيدة وغروب الشمس الرائع، وتدفع المشاهدين للتفكير في عجائب العالم.
* يظل الطرف منك حيث يمضي … ويعشق مقلتيك حيث تلقى
* ويمضي طرفه أبدا وقلبه … عليك معلق أبدا
* أيا عيون المها بين الرصافة … والجسر جعلن للحسنات مستورا
خاتمة
جمال العيون وسحرها مصدر إلهام لا ينضب للشعراء والفنانين على مر العصور. من السواد الغامض إلى الزرقة السماوية، من خضرة الربيع إلى سحر اللوز، تحمل العيون ألغازًا وسحرًا يصعب مقاومته. في مرآتهن، نجد انعكاسات لأنفسنا ولعالم من الاحتمالات التي لا حدود لها.