شكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار كان له جمل فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما له؟” قال: إنه ليأكل ولا يسمن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هل سقيتموه من الغدير؟” قالوا: لا. قال: “فاسقوه من الغدير”. فسقوه من الغدير فسمن.
أسباب شكوى الجمل
يذكر العلماء عدة أسباب لشكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم منها:
*
ضعف التغذية:
يحتاج الجمل إلى كميات كبيرة من الغذاء لسد احتياجاته الغذائية. وقد يكون نقص الغذاء أو سوء جودته سبباً في إصابته بالنحافة.
*
نقص الماء:
الجمل من الحيوانات التي لا يمكنها تحمل العطش لفترات طويلة. وقد يؤدي نقص الماء إلى إصابته بالجفاف وفقدان الوزن.
*
أمراض الجهاز الهضمي:
قد تؤدي بعض أمراض الجهاز الهضمي إلى صعوبة هضم الجمل للطعام وبالتالي فقدان الوزن. ومن هذه الأمراض الديدان المعوية واضطرابات القولون.
*
الطفيليات الخارجية:
يمكن أن تتسبب الطفيليات الخارجية مثل القراد والجرب في إصابة الجمل بالحكة وفقدان الوزن.
{|}
*
أمراض الجلد:
تؤثر أمراض الجلد مثل الجرب والحساسية على صحة الجمل وشهيته وبالتالي تؤدي إلى فقدان الوزن.
حكمة الشكوى
كان لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بسقي الجمل من الغدير حكمة عظيمة. فقد كان ذلك الغدير يقع في منطقة بها مياه معدنية مفيدة لصحة الجمل. وقد استجاب الجمل لهذا العلاج وتحسنت حالته الصحية وظهرت عليه علامات السمنة.
المواعظ المستفادة
من هذه القصة يمكننا استخلاص عدة مواعظ منها:
*
أهمية العناية بالحيوانات:
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على العناية بالحيوانات ورفقها بها. وقد كان ذلك الأنصاري يبدي حرصاً على صحة جمله.
*
التوكل على الله:
لقد لجأ الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ظناً منه أنه سيشفيه. وهذا يدل على توكله على الله تعالى واعتماده عليه.
*
أهمية العلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم عالماً بخواص المياه المعدنية في الغدير. وقد استفاد الجمل من هذه المياه وظهرت عليه علامات التحسن.
*
فضل الصدق:
{|}
كان الأنصاري صادقاً في شكواه للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد كان هذا الصدق سبباً في نجاة جمله من الهلاك.
*
أهمية الشكر:
لقد شكر الأنصاري النبي صلى الله عليه وسلم على علاجه لجمله. وهذه من صفات المؤمنين الذين يشكرون الله تعالى على نعمه.
تأثير الشكوى
{|}
كان لشكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم أثر عظيم على الأنصاري وعلى الجمل نفسه. فقد:
*
أراح الأنصاري:
كانت شكوى الجمل سببًا في راحة الأنصاري نفسياً. فقد كان يعاني من الحزن والقلق على صحة جمله.
{|}
*
أعاد الجمل إلى صحته:
لقد تعافى الجمل بعد أن سقاه الأنصاري من الغدير. وقد زاد وزنه وتحسنت حالته الصحية.
*
نشر العلم:
اطلع المسلمون على فوائد المياه المعدنية في الغدير بعد أن نصح النبي صلى الله عليه وسلم الأنصاري بسقي جمله منها.
*
أحيا الأمل:
بعثت هذه القصة الأمل في نفوس أصحاب الإبل. فقد عرفوا أن هناك علاجًا لجمالهم إذا مرضت.
{|}
*
أكسب النبي صلى الله عليه وسلم الثقة:
زادت ثقة المسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن شاهدوا قدرته على معالجة الحيوانات.
استنتاج
القصة المذكورة تعكس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على العناية بالحيوانات ومحاولة علاج ما يصيبها من مرض. وهي تبرز أهمية العلم والتوكل على الله والصدق والشكر. كما أنها تدل على أن شكوى المظلومين تصل إلى الله تعالى وأنه ينصفهم من الظالمين.