كلمات فوق النخل
كلمات فوق النخل ديوان شعر من تأليف الشاعر بدر شاكر السياب، ويعد من أهم دواوينه وأكثرها شهرة، وقد صدر عام 1954م، حيث جمع فيه الشاعر تجاربه الشعرية منذ ديوانه الأول “أساطير” الصادر عام 1945م، وحتى قصائد أخرى لم يسبق نشرها، وقد تضمن الديوان العديد من القصائد الوطنية والقومية والغزلية التي تمثل تجربة الشاعر الحياتية والنفسية والفكرية، وقد تميز ديوان “كلمات فوق النخل” بالرمزية والغموض، حيث يرى بعض النقاد أنه يمثل المرحلة الثانية من تطور السياب الشعري، والتي تميزت بالبحث عن أسلوب شعري جديد يمزج بين الأصالة العربية والمعاصرة الغربية.
الرمزية في كلمات فوق النخل
{|}
تعد الرمزية من أهم السمات الفنية التي تميز بها شعر السياب في ديوان “كلمات فوق النخل”، وقد استخدم فيها العديد من الرموز التي تحمل دلالات كثيرة، ومن أهمها: النخلة، وهي رمز للوطن والخصب، والماء، وهو رمز للحياة والنقاء، والسراب، وهو رمز للوهم والخداع، والصحراء، وهي رمز للجدب والقحط، وقد وظف السياب هذه الرموز للتعبير عن تجاربه الشعرية والحياتية والنفسية.
القومية في كلمات فوق النخل
كما تميز ديوان “كلمات فوق النخل” بالعديد من القصائد ذات النزعة القومية، والتي عبر فيها السياب عن هموم الأمة العربية وقضاياها، وقد تجلى ذلك في قصائد مثل “أنشودة المطر”، و”غريب على الخليج”، و”المسيح بعد الصلب”، حيث عبر فيها عن معاناته كإنسان عربي يعيش في ظل الاحتلال الأجنبي، وعن رفضه للاستعمار ومطالبته بالحرية والاستقلال.
الغزل في كلمات فوق النخل
{|}
إلى جانب القصائد الوطنية والقومية، تضمن ديوان “كلمات فوق النخل” العديد من القصائد الغزلية، والتي عبر فيها السياب عن حبه للمرأة وجمالها، ومن أشهر قصائده الغزلية: “وردة في العاصفة”، و”إلى ليلى”، و”أغنية للصبايا”، حيث صور فيها المرأة على أنها رمز للجمال والحب والحياة، وقد تميزت قصائد السياب الغزلية بالرقة والرومانسية والعذوبة.
التجريب في كلمات فوق النخل
كما تميز ديوان “كلمات فوق النخل” بتجريب السياب للعديد من الأشكال الشعرية الجديدة، والتي مزج فيها بين الأصالة والمعاصرة، ومن أهم هذه الأشكال: شعر التفعيلة، حيث استخدم السياب في العديد من قصائده تفعيلة بحر الكامل، وبحر الوافر، وقد تميزت هذه القصائد بالايقاع الموسيقي السريع والمتدفق، إلى جانب ذلك، جرب السياب في بعض قصائده الشعر الحر، والذي لا يخضع لأية قواعد محددة من حيث عدد التفعيلات أو الوزن والقافية.
{|}
الغموض في كلمات فوق النخل
من أهم السمات التي تميز بها ديوان “كلمات فوق النخل” هو الغموض، حيث يميل السياب في الكثير من قصائده إلى استخدام الرمزية واللغة الشعرية المجازية المعقدة، مما يجعل معاني قصائده غامضة وغير واضحة المعالم، وقد اعتبر بعض النقاد أن غموض شعر السياب يجعل من الصعب على القارئ فهم قصائده والاستمتاع بها، بينما يرى آخرون أن هذا الغموض يمنح قصائده عمقًا وتعددية في التأويل.
التأثر في كلمات فوق النخل
تأثر السياب في ديوان “كلمات فوق النخل” بالعديد من التيارات الشعرية العربية والعالمية، ومن أهمها: الرومانسية، والرمزية، والواقعية، وقد تجلى ذلك في قصائد مثل “أنشودة المطر”، و”غريب على الخليج”، و”وردة في العاصفة”، حيث مزج السياب بين العاطفة الجياشة والصور الشعرية الخيالية والرموز ذات الدلالات المتعددة، إلى جانب ذلك، تأثر السياب بالشعر الغربي الحديث، وخاصة بالشعراء الت.
الخلاصة
يعد ديوان “كلمات فوق النخل” من أهم الدواوين الشعرية العربية في القرن العشرين، وقد استحق السياب شهرته الواسعة بسبب تناوله للقضايا الاجتماعية والسياسية والوطنية والقومية في شعره، كما تميز ديوانه بالرمزية والغموض والتجريب، وقد عبر فيه السياب عن مشاعره وأحاسيسه الإنسانية العميقة، والتي جعلت من شعره يحظى بمكانة خاصة في الأدب العربي المعاصر.