من صور الغلو في الأنبياء
البداية في الغلو هي تجاوز الحد في محبة الأنبياء واحترامهم وإجلالهم، وتقديسهم، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن قال: “لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله”.
صور الغلو في الأنبياء
لقد تعددت صور الغلو في الأنبياء، ومنها ما يلي:
{|}
1. الدعاء لهم من دون الله
أن يدعو الإنسان الأنبياء من دون الله عز وجل، بأن يقول: “يا محمد ارزقني”، “يا موسى اشفني”، “يا عيسى نجني”، فهذا من الغلو، لأن الدعاء عبادة لا تصح إلا لله سبحانه وتعالى.
2. الذبح لهم والنذر لهم
أن يذبح الإنسان أو ينذر للأنبياء، فهذا من الشرك، لأن الذبح والنذر لا يكون إلا لله وحده، والأنبياء لا يجوز لهم قبول النذر والذبح، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من ذبح لغير الله”.
3. الطواف بقبورهم والبناء عليها
أن يطوف الإنسان حول قبور الأنبياء، أو يبني عليها المشاهد والأضرحة، فهذا من الغلو، لأن الطواف بالقبور من خصائص الله وحده، وأما البناء عليها فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
4. الاحتفال بموالدهم ووفياتهم
أن يحتفل الإنسان بموالد الأنبياء ووفياتهم، فهذا من الغلو، لأن الاحتفال بهذه الأيام لم يكن موجودًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين، وإنما أحدثه الناس من بعدهم.
5. التبرك بآثارهم
أن يتبرك الإنسان بآثار الأنبياء، كأن يتبرك بشعرة من شعره، أو بقطعة من ثوبه، أو بآثار أقدامهم، فهذا من الغلو، لأن التبرك لا يكون إلا بما شرعه الله تعالى، ولم يشرع التبرك بآثار الأنبياء.
6. اعتقادهم أن الأنبياء يعلمون الغيب
أن يعتقد الإنسان أن الأنبياء يعلمون الغيب، فهذا من الغلو، لأن علم الغيب لا يعلمه إلا الله وحده، ولا يؤمن النبي إلا بما علمه الله تعالى.
{|}
7. اعتقادهم أن الأنبياء قادرون على الشفاء والرزق
أن يعتقد الإنسان أن الأنبياء قادرون على الشفاء والرزق، فهذا من الغلو، لأن القدرة التامة على الشفاء والرزق لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، والأنبياء لا يقدرون إلا على ما أذن الله به لهم.
{|}
خطورة الغلو في الأنبياء
يترتب على الغلو في الأنبياء خطورة عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الخطورة ما يلي:
* الشرك بالله تعالى، لأن الغلو في الأنبياء يؤدي إلى صرف العبادة عن الله إلى غيره.
* الإضرار بالتوحيد، لأن الغلو في الأنبياء يضعف التوحيد في قلوب الناس، ويجعلهم يعتقدون أن الأنبياء شركاء لله في ربوبيته وألوهيته.
* إهدار حقوق الأنبياء، لأن الغلو في الأنبياء يجعل الناس ينشغلون بالتعلق بهم عن اتباع سنتهم والعمل بدعوتهم.
الفرق بين الغلو في الأنبياء وبين محبتهم واحترامهم
{|}
إن الغلو في الأنبياء يختلف عن محبتهم واحترامهم، فمحبة الأنبياء واحترامهم من الأمور المطلوبة شرعًا، وهي من علامات الإيمان بهم، أما الغلو فيهم فهو تجاوز الحد في محبتهم واحترامهم، وهو من الأمور المنهي عنها شرعًا.
كيفية الوقاية من الغلو في الأنبياء
{|}
يمكن الوقاية من الغلو في الأنبياء من خلال اتباع الأمور التالية:
* معرفة عقيدة السلف الصالح في الأنبياء.
* قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته.
* اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
* الابتعاد عن الشبهات والبدع.
خاتمة
الخلاصة أن الغلو في الأنبياء من الأمور الخطيرة التي يجب الحذر منها، وأن محبتهم واحترامهم يجب أن يكون على الوجه الشرعي، دون تجاوز الحد المسموح به شرعًا.