وظائف الشريعة
المقدمة
الشريعة الإسلامية هي مجموعة شاملة من القواعد والمبادئ التي تحكم حياة المسلمين في جميع جوانبها. وهي تستند إلى مصادر الوحي الإلهي، ومن أهم وظائفها:
تحديد الأحكام
{|}
تحدد الشريعة أحكام جميع نواحي الحياة، بما في ذلك العبادات والمعاملات والعقوبات والجنايات. وتوفر هذه الأحكام إطاراً واضحاً للتصرفات الإنسانية وتنظم العلاقات الاجتماعية.
وتشمل أحكام العبادات العبادات الخمس، والصيام، والزكاة، والحج. أما أحكام المعاملات فتغطي البيع، والشراء، والإجارة، والشركة، والوكالة. وأحكام العقوبات تحدد العقوبات على الجرائم المختلفة، بينما تنظم أحكام الجنايات العلاقات بين الأفراد والمجتمع.
وتستند هذه الأحكام إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء والقياس.
{|}
حفظ النظام الاجتماعي
تسهم الشريعة في حفظ النظام الاجتماعي من خلال تحديد الحقوق والواجبات لكل فرد في المجتمع. وتحمي الشريعة حقوق الأفراد في حياتهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
وتوفر الشريعة أيضاً نظاماً للزواج والأسرة، يحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه. كما أنها تحدد معايير السلوك الأخلاقي وتنهى عن المحرمات التي تضر بالمجتمع.
وتساهم الشريعة في الحفاظ على الأمن والسلام من خلال تحديد العقوبات على الجرائم التي تزعزع النظام الاجتماعي.
إرساء العدل
تهدف الشريعة إلى إرساء العدل والمساواة بين أفراد المجتمع. وهي تحكم بين الناس بالحق والعدل، وتمنع الظلم والتعسف.
وتلتزم الشريعة بحقوق المرأة والطفل والفقير، وتحميهم من أي انتهاكات. كما أنها تمنع التحيز أو التمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين.
ويكون القضاء هو السلطة المخولة بتطبيق الشريعة وإنفاذ أحكامها، وهو مسؤول عن ضمان تحقيق العدالة والإنصاف.
تطوير الشخصية الإنسانية
تهتم الشريعة بتطوير الشخصية الإنسانية، وتحث الأفراد على التحلي بالفضائل الأخلاقية كالأمانة والصدق والعدل والرحمة.
وتحث الشريعة على طلب العلم والمعرفة، وتقدس العلماء والفقهاء. كما أنها تدعو إلى التسامح والتعاون والتعايش بين أفراد المجتمع.
وتساهم الشريعة في بناء شخصية إنسانية متوازنة، متسمة بالقوة الروحية والأخلاقية والعقلية.
حماية المقدسات
تحمي الشريعة المقدسات الدينية والممتلكات العامة والخاصة. وتفرض العقوبات على من يعتدي على هذه المقدسات أو يضر بها.
{|}
وتشمل المقدسات الدينية المساجد والكنائس والمعابد، وهي أماكن محترمة يجب حمايتها من أي انتهاك.
كما تحمي الشريعة الممتلكات العامة، كالمستشفيات والمدارس والحدائق، والممتلكات الخاصة للأفراد، كالمنازل والسيارات والأراضي.
تنظيم العلاقات الدولية
تنظم الشريعة العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، وتحكم المعاهدات والاتفاقيات الدولية. وتدعو إلى السلام والتعايش والتعاون بين الأمم والشعوب.
وتحترم الشريعة عادات وتقاليد الشعوب الأخرى، طالما أنها لا تتعارض مع مبادئها وقيمها الأساسية.
وتهدف الشريعة إلى بناء عالم يسوده السلام والعدل والوئام، حيث تحترم حقوق جميع الناس بغض النظر عن دينهم أو ثقافتهم.
التجديد والتطوير
تمتاز الشريعة الإسلامية بمرونتها وقدرتها على التجديد والتطوير. وهي تستوعب متغيرات العصر وتتكيف مع مستجداته، دون أن تتخلى عن أصولها ومبادئها.
{|}
وقد استحدث الفقهاء المسلمون على مر العصور اجتهادات فقهية جديدة تتوافق مع الظروف الزمنية والمكانية المختلفة.
{|}
ويستمر العلماء في عصرنا الحالي في تطوير الشريعة والإفتاء في المسائل المعاصرة، وفقاً للأصول الشرعية وقواعد الاجتهاد المعتبرة.
الخاتمة
تعد الشريعة الإسلامية منظومة شاملة ومتكاملة، تؤثر في جميع جوانب حياة المسلم وتسعى لتحقيق العدالة والمساواة والوئام.
وتساهم الشريعة في تطوير الشخصية الإنسانية، وحماية المقدسات، وتنظيم العلاقات الدولية، والتجديد والتطوير.
ومن خلال فهم الشريعة وتطبيقها، يسعى المسلمون إلى إقامة مجتمع فاضل يحقق أهداف الإسلام السامية.