وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على بر الوالدين، والرفق بهم، وصلة الأرحام، ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “برُّوا آباءكم تبركم أبناؤكم”.
فضل بر الوالدين
يعد بر الوالدين من أفضل الأعمال وأجلها عند الله تعالى، وقد أمرنا الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”.
فبر الوالدين واجب على كل مسلم ومسلمة، وهو من أعظم صور العبادة، وقد جعل الله تعالى رضا الوالدين من أسباب رضا الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين”.
وبر الوالدين يشمل جميع أنواع الإحسان إليهما، من طاعة وأدب وحسن رعاية وتوفير احتياجاتهما المادية والمعنوية، ومن أعظم صور بر الوالدين الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، كما قال الله تعالى في سورة الإسراء: “وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
من صور بر الوالدين
– طاعتهما في غير معصية الله تعالى.
– الإحسان إليهما بالقول والفعل.
– مراعاتهما وعدم التقصير في حقهما.
– الإنفاق عليهما وإعانتهما على أمور حياتهما.
– الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
أجر بر الوالدين
وعد الله تعالى البارين بوالديهم بأجر عظيم في الدنيا والآخرة، ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحسن إلى والديه دخل الجنة”
فالإحسان إلى الوالدين سبب من أسباب دخول الجنة، وهو أيضا سبب لسعة الرزق وبركة العمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وليحسن إلى والديه”.
فبر الوالدين سبب لسعة الرزق وبركة العمر، وهو أيضا سبب لرفع الدرجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى والديه درجة في الجنة، قيل: وإن كانا مشركين؟ قال: وإن كانا مشركين”.
أسباب عقوق الوالدين
عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو من أسباب دخول النار، وقد حذرنا الله تعالى من عقوق الوالدين في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن هذه الآيات قوله تعالى: “أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”.
ومن أسباب عقوق الوالدين:
– قلة الوازع الديني.
– عدم معرفة فضل بر الوالدين.
– العادات والتقاليد السيئة.
– عقوق الأبناء لآبائهم.
عواقب عقوق الوالدين
لعقوق الوالدين عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يسبب عقوق الوالدين حرمان البار من بر أبنائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عق والديه عقوه أبناؤه”.
كما أن عقوق الوالدين سبب لقلة الرزق وضيق العيش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عق والديه ضيق الله عليه رزقه”.