إيمان
تمهيد
الإيمان في اللغة العربية يشير إلى التصديق الجازم بشيء ما، ويكون هذا التصديق إما عن طريق القلب فقط أو القلب واللسان معًا. ويحمل الإيمان في الدين الإسلامي معنى أوسع وأشمل، حيث يشير إلى قبول العقائد والعبادات الإسلاميّة، والإيمان بالله ورسوله، ومصداقية كلام الله ووحيه.
أركان الإيمان
أركان الإيمان في الإسلام ستة:
- الإيمان بالله
- الإيمان بالملائكة
- الإيمان بالكتب السماوية
- الإيمان بالرسل
- الإيمان باليوم الآخر
- الإيمان بالقدر خيره وشره
الإيمان بالله
الإيمان بالله هو الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وهو يعني التصديق الجازم بوجود الله ووحدانيته، وأنه الخالق المتصرف في الكون، والعالم بكل شيء، والمتكلم الذي أنزل الكتب السماوية، وليس كمثله أي شيء.
يشمل الإيمان بالله الإيمان بصفاته، مثل العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر، وغيرها من الصفات الكاملة التي يتفرد بها الله.
كما يشمل الإيمان بالله الإيمان بأفعال الله، ومنها خلقه للكون وإدارته، وإرساله الرسل والأنبياء لهداية البشر، وإثابته للمحسنين ومعاقبته للمسيئين.
الإيمان بالملائكة
الملائكة كائنات نورانية خلقها الله من نور، وهم عباد الله المكرمون، وينفذون أوامره، ويبلغون رسالاته، ويسجدون له، ويستغفرون للمؤمنين.
يؤمن المسلمون بوجود الملائكة وثبوت أسمائهم ووظائفهم، كما يؤمنون بكراماتهم ومكانتهم عند الله تعالى.
ومن أهم الملائكة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم: جبريل وميكائيل وإسرافيل ومالك.
الإيمان بالكتب السماوية
الكتب السماوية هي الرسائل التي أنزلها الله على رسله وكتابه، لتكون هداية للبشر، وتشمل الكتب السماوية: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم.
يؤمن المسلمون بأن جميع الكتب السماوية من عند الله، وأنها منزلة على رسله، وأنها تتضمن هدايات وتعاليم وقوانين وأحكام شرعية.
ويرى المسلمون أن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية وأكملها، وأنه نسخ ما قبله من الكتب، وأنه محفوظ من التحريف والتبديل.
الإيمان بالرسل
الرسل هم أشخاص اختارهم الله ليكونوا رسله إلى البشر، ليبينوا لهم عقائد الدين وأحكامه، ويدعوهم إلى توحيد الله.
يؤمن المسلمون بأن الله أرسل الرسل إلى جميع الأمم، وأنهم جاءوا بشرائع وقوانين مختلفة، وأنهم كلهم صادقون فيما بلغوه عن الله.
ويؤمنون بأن آخر الرسل وخاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد صلى الله عليه وسلم، وأن رسالته خاتمة للرسالات السابقة، وأنه جاء للناس كافة.
الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر هو يوم القيامة، وهو اليوم الذي ينتهي فيه العالم، ويدخل الناس إلى الجنة أو النار.
يؤمن المسلمون بأن الله سيبعث الناس من قبورهم، ويحاسبهم على أعمالهم، ويدخلهم الجنة أو النار، حسب ما قدموه من خير وشر في الدنيا.
ويؤمنون بأن الجنة هي دار النعيم، وأن النار هي دار العذاب، وأن دخول الجنة أو النار هو جزاء الأعمال التي يقدمها الناس في الدنيا.
الإيمان بالقدر
القدر هو ما كتبه الله وقدره، ويشمل القدر خيره وشره، والإيمان بالقدر يعني التصديق الجازم بأن الله هو الذي يقدر الأشياء ويخلقها، وأن كل شيء يحدث بإرادته ومشيئته.
ويشمل الإيمان بالقدر الإيمان بأن الله عالم بكل شيء وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بأن الله لا يظلم أحدًا، وأن لكل عمل جزاء.
ويؤمن المسلمون بأن الإيمان بالقدر لا ينفي الإرادة البشرية، وأن على الإنسان أن يسعى ويجتهد في عمله، وأن الله سيساعده على تحقيق ما قدر له.
خاتمة
الإيمان هو أساس الدين الإسلامي، وهو الطريق الذي يوصل الإنسان إلى التقوى والصلاح والفوز برضا الله تعالى.
ويشمل الإيمان التصديق الجازم بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وهو ما يؤدي إلى العمل الصالح واتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، والسعي إلى مرضاته في جميع الأقوال والأفعال.
فالواجب على كل مسلم أن يحافظ على إيمانه ويقويه، وأن يعمل به في جميع مناحي حياته، حتى ينال رضى الله تعالى في الدنيا والآخرة.