كنب لوجه الله بدون رياء أو سمعة
مقدمة
يعتبر العمل الصالح والنية الصادقة من أهم الأمور التي يجب أن تتوفر في كل عمل يقوم به المسلم، والإسلام يحث على العمل الصالح ويأمر به ويعد أصحابه بمضاعفة الأجر والثواب، كما يحذر الإسلام من الأعمال التي تكون لغير وجه الله تعالى والتي ينتج عنها الرياء والسمعة، لذلك أمرنا الله عز وجل بالإخلاص في العمل لوجهه الكريم ونهانا عن الشرك والإخلاص لغيره، ومن الأعمال التي ينبغي أن تكون لوجه الله هي الكتابة حيث إن الكنب لوجه الله ينشر العلم والمعرفة ويبين للناس أحكام دينهم ويقوي إيمانهم.
الكنب لوجه الله تعالى
الكنب لوجه الله تعالى هو الكتابة التي تكون خالصة لوجه الله تعالى وحده لا يبتغي بها الكاتب أي مقابل مادي أو معنوي، ولا يهدف من خلالها إلى الشهرة أو المدح أو الثناء، بل تكون نيته نشر العلم والمعرفة وبيان أحكام الدين وتقوية إيمان الناس، والكتابة لوجه الله تعالى لها ثواب عظيم عند الله عز وجل، لأنها تدخل في باب الجهاد في سبيل الله ونشر دينه الحنيف، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكتابة لوجه الله تعالى، حيث قال: “نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه”.
أقسام الكتب التي تكتب لوجه الله
تنقسم الكتب التي تكتب لوجه الله تعالى إلى عدة أقسام، منها:
الكتب الدينية: وهي الكتب التي تتناول أحكام الدين الإسلامي وتعاليمه وقيمه ومبادئه، مثل كتب الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية وغيرها.
الكتب العلمية: وهي الكتب التي تتناول العلوم المختلفة، مثل كتب الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء وغيرها، وتعتبر هذه الكتب من الكتب التي تكتب لوجه الله تعالى لأنها تساعد الناس على فهم العالم من حولهم وتسخير العلم لخدمة البشرية.
الكتب الأدبية: وهي الكتب التي تتناول الأدب واللغة والفنون، مثل كتب الشعر والرواية والقصة وغيرها، وتعتبر هذه الكتب من الكتب التي تكتب لوجه الله تعالى لأنها تساعد الناس على تنمية ذوقهم الأدبي والفني وتثقيف أنفسهم.
شروط الكتابة لوجه الله تعالى
لكي تكون الكتابة لوجه الله تعالى لابد من توفر عدة شروط، منها:
الإخلاص: وهو أن تكون نية الكاتب خالصة لله تعالى وحده لا يبتغي بها أي مقابل مادي أو معنوي.
الصدق: وهو أن يكون الكاتب صادقًا فيما يكتبه ولا يتعمد الكذب أو التحريف.
الأمانة: وهو أن ينقل الكاتب المعلومات بشكل صحيح ودقيق دون تحريف أو تزوير.
الوضوح: وهو أن يكون أسلوب الكتابة واضحًا ومفهومًا للقارئ.
أهمية الكتابة لوجه الله تعالى
الكتابة لوجه الله تعالى لها أهمية كبيرة، منها:
نشر العلم والمعرفة: تساعد الكتابة لوجه الله تعالى على نشر العلم والمعرفة بين الناس وتعريفهم بأحكام دينهم وقيمهم ومبادئهم، كما تساعدهم على فهم العالم من حولهم وتسخير العلم لخدمة البشرية.
تقوية الإيمان: تساعد الكتابة لوجه الله تعالى على تقوية إيمان الناس وتعميق معارفهم الدينية، كما تساعدهم على التمسك بقيمهم ومبادئهم الإسلامية.
الجهاد في سبيل الله: تعتبر الكتابة لوجه الله تعالى من أنواع الجهاد في سبيل الله ونشر دينه الحنيف، لأنها تساعد على نشر العلم والمعرفة وتقوية إيمان الناس.
آداب الكتابة لوجه الله تعالى
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الكتابة لوجه الله تعالى، منها:
الحرص على الدقة والصدق: يجب على الكاتب أن يكون دقيقًا وصادقًا فيما يكتبه ولا يتعمد الكذب أو التحريف، وأن ينقل المعلومات بشكل صحيح ودقيق دون تحريف أو تزوير.
الوضوح والبساطة: يجب على الكاتب أن يكون واضحًا ومباشرًا في كتاباته، وأن يتجنب التعقيد والإسهاب في الشرح، حتى يتمكن القارئ من فهم المادة المكتوبة بسهولة ويسر.
استخدام الألفاظ المهذبة: يجب على الكاتب أن يستخدم الألفاظ المهذبة والراقية، وأن يتجنب استخدام الألفاظ البذيئة أو الساخرة أو المهينة، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة في تعامله مع الآخرين.
خاتمة
الكتابة لوجه الله تعالى من أهم الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، لأنها تدخل في باب الجهاد في سبيل الله ونشر دينه الحنيف، ولأنها تساعد على نشر العلم والمعرفة وتقوية إيمان الناس، ولأنها تعتبر من أنواع الجهاد في سبيل الله ونشر دينه الحنيف، لذلك يجب على الكاتب أن يتحلى بالإخلاص والصدق والأمانة والوضوح، وأن يحرص على الدقة والصدق في كتاباته، وأن يستخدم الألفاظ المهذبة، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة في تعامله مع الآخرين.