أولي العزم من الرسل
أولي العزم من الرسل هم خمسة من أنبياء الله عز وجل، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد – عليهم الصلاة والسلام -، وقد اختارهم الله تعالى لما يتمتعون به من صفات عظيمة، وإرادة قوية، وعزيمة لا تلين، وصدق وكرامة، وتضحية وإيثار، وتحملوا في سبيل دعوتهم للنبوة الكثير من الأذى والاضطهاد، وبذلوا أقصى الجهود لنشر رسالاتهم السماوية بين أقوامهم.
نوح عليه السلام
أولو العزم من الرسل نوح عليه السلام، وهو أول من أرسله الله تعالى إلى قومه، وقد مكث في دعوتهم قرابة تسعمائة وخمسين عامًا، ولكنه لم ييأس أو يتوانى في دعوته، بل ظل صابرًا محتسبًا حتى أمره الله تعالى بصنع الفلك، وأنذر قومه بالطوفان العظيم، فآمن به من آمن، وكفر به من كفر، فلما جاء الطوفان غرق من كفر وأنجى الله تعالى من آمن.
إبراهيم عليه السلام
أول من عزم من الرسل إبراهيم عليه السلام، فقد هاجر من أرض بابل إلى فلسطين، ودعا قومه إلى عبادة الله تعالى، واجتناب الأصنام، وقد واجه الكثير من المشقات والاضطهاد في سبيل دعوته، وألقى في النار، ولكن الله تعالى أنجاه، كما أمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فاستسلم لأمر ربه، وفدى الله إسماعيل بكبش عظيم.
موسى عليه السلام
أولمن عزموا من الرسل موسى عليه السلام، فقد أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه، ليخرج بني إسرائيل من عبوديتهم، وقد واجه الكثير من الصعوبات في سبيل دعوته، وأرسل الله تعالى معه المعجزات الباهرة، مثل تحويل العصا إلى ثعبان، وشق البحر، وإنزال التوراة، ولكن فرعون وقومه لم يؤمنوا به، فأغرقهم الله تعالى جميعًا.
عيسى عليه السلام
من أولي العزم من الرسل عيسى عليه السلام، وقد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، ودعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وقد آمن به الكثير من الناس، وقد حاربه اليهود وظلموه، وصلبوه، ولكن الله تعالى رفعه إليه حيًا، وقد بشر بنزول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – آخر الرسل وخاتم الأنبياء.
محمد صلى الله عليه وسلم
وختام أولي العزم من الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أرسله الله تعالى إلى كافة الناس خاتمًا للأنبياء، وقد جاء بتعاليم الإسلام، ودعا إلى عبادة الله تعالى وحده، والشهادة بأن محمدًا عبده ورسوله، وقد واجه الكثير من الأذى والاضطهاد في سبيل دعوته، ولكنه صبر وثبت حتى أمره الله تعالى بالهجرة من مكة إلى المدينة، وهناك أسس الدولة الإسلامية، ونشر رسالة الإسلام في كافة أرجاء الجزيرة العربية.
معنى أولي العزم
أولي العزم هم الذين اختارهم الله تعالى من بين أنبيائه للقيام بمهام جليلة، وتحمل أعباء دعوة أقوامهم إلى عبادة الله تعالى، فقد تحلوا بالعزيمة الصادقة والإرادة القوية، وبذلوا أقصى جهودهم في سبيل نشر رسالاتهم السماوية، وقد واجهوا في سبيل ذلك الكثير من المشقات والاضطهاد، ولكنهم صبروا وثبتوا حتى بلغوا رسالاتهم.
صفات أولي العزم
اتصف أولو العزم من الرسل بالعديد من الصفات العظيمة، ومن أبرزها:
- القوة والشجاعة
- العزيمة والإرادة
- الصبر والتحمل
- التضحية والإيثار
- الحكمة والبصيرة
دور أولي العزم في نشر الإسلام
كان لأولي العزم من الرسل دور كبير في نشر الإسلام في كافة أرجاء العالم، فقد بذلوا قصارى جهدهم في سبيل دعوة أقوامهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وتحملوا في سبيل ذلك الكثير من المشقات والاضطهاد، ولكنهم صبروا وثبتوا حتى بلغوا رسالاتهم، وقد أسهمت دعوتهم في هداية الكثير من الناس إلى دين الإسلام، ونشر تعاليمه السماوية بين كافة الشعوب والأمم.
معجزات أولي العزم
أيد الله تعالى أولي العزم من الرسل بالعديد من المعجزات الباهرة، والتي كانت بمثابة دليل على صدق نبواتهم، ومن أبرز هذه المعجزات:
- فلق البحر لموسى عليه السلام
- إحياء الموتى لعيسى عليه السلام
- إسراء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم
دروس وعبر من قصص أولي العزم
تحمل قصص أولي العزم من الرسل الكثير من الدروس والعبر للمسلمين، ومن أهم هذه الدروس:
- الصبر والتحمل في مواجهة الصعوبات
- العزيمة والإرادة القوية لتحقيق الأهداف
- التضحية والإيثار في سبيل نشر الخير
- الثقة بالله تعالى والتوكل عليه
- الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة
خاتمة
وختامًا، فإن أولي العزم من الرسل هم قدوة عظيمة للمسلمين، وقدوة لكل من أراد أن ينجح في حياته، فقد تحملوا في سبيل دعوتهم الكثير من المشقات والاضطهاد، ولكنهم صبروا وثبتوا حتى بلغوا رسالاتهم، فلهم من الله تعالى الأجر العظيم والثواب الجزيل، ولهم منا كل التقدير والإجلال على ما بذلوه من جهود في سبيل هداية الناس إلى دين الإسلام ونشر تعاليمه السماوية.