عيديات الأطفال.. القيمة والمغزى
من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك بين الأطفال هي العيديات، وهي عبارة عن مبالغ مالية أو هدايا عينية يمنحها الكبار للأطفال خلال أيام العيد. وتعد العيديات من العادات والتقاليد الشائعة في معظم البلدان العربية والإسلامية، ولها قيمة كبيرة في نفوس الأطفال، إلى جانب المغزى التربوي الذي تحمله.
أهمية العيديات للطفل
إدخال البهجة والسعادة: تمنح العيديات الأطفال شعورًا بالبهجة والسرور، وتساعد على رسم البهجة على وجوههم وإدخال الفرح إلى قلوبهم.
التقدير والاعتراف: تُعد العيديات بمثابة تقدير واجترام للطفل، وتعبر عن محبة الكبار له وتقديرهم له.
تشجيع السلوكيات الإيجابية: يمكن استخدام العيديات كوسيلة لتشجيع الأطفال على التحلي بالسلوكيات الإيجابية، مثل الامتنان والاحترام والطاعة.
المغزى التربوي للعيديات
القيمة المالية: تتيح العيديات للأطفال فرصة التعامل مع النقود والتعلم عن قيمتها، وكيفية إدارتها وإنفاقها بطريقة عقلانية.
الاهتمام بالآخرين: يمكن تعليم الأطفال من خلال العيديات أهمية مشاركة النعم مع الآخرين، سواء من خلال التبرع بجزء من العيدية أو شراء الهدايا لأشقائهم وأصدقائهم.
الادخار والتخطيط: من خلال العيديات، يمكن تعليم الأطفال أهمية الادخار والتخطيط المالي لأهدافهم المستقبلية.
طريقة منح العيديات
المبالغ المناسبة: يجب مراعاة العادات والتقاليد عند تحديد مبلغ العيدية، مع الحرص على أن تكون مناسبة لعمر الطفل ومكانته الاجتماعية.
الخصوصية: يجب منح العيديات بطريقة خاصة تحافظ على مشاعر الطفل ولا تسبب له الحرج.
التوزيع العادل: في حال وجود أكثر من طفل، يجب الحرص على التوزيع العادل للعيديات بينهم.
استخدامات العيديات
شراء الحلوى واللعب: غالبًا ما يستخدم الأطفال عيدياتهم لشراء الحلوى واللعب أو الأشياء التي يرغبون بها.
الادخار والاستثمار: يمكن تشجيع الأطفال على ادخار جزء من عيدياتهم أو استثمارها في مشاريع صغيرة تناسب أعمارهم.
التبرع للجمعيات الخيرية: يمكن غرس قيمة العطاء في نفوس الأطفال من خلال تشجيعهم على التبرع بجزء من عيدياتهم للمحتاجين.
آداب الطفل عند استلام العيدية
الشكر والثناء: يجب على الطفل أن يشكر من يمنحه العيدية، ويظهر تقديره وامتنانه.
الابتسامة والاحترام: يجب أن يحافظ الطفل على ابتسامة عريضة واحترام لمن يمنحه العيدية.
الدعاء بالخير: يمكن للطفل أن يدعو لمن يمنحه العيدية بالخير والبركة والتوفيق.
دور الآباء والأمهات
التوعية والتوجيه: يجب على الآباء والأمهات توعية أطفالهم حول قيمة العيديات والمغزى التربوي لها.
المراقبة والمتابعة: من الضروري مراقبة الأطفال ومتابعة كيفية استخدامهم للعيديات، وتوجيههم نحو الإنفاق المسؤول والمدروس.
التشجيع على العطاء: يمكن للآباء والأمهات تشجيع أطفالهم على العطاء والتبرع بجزء من عيدياتهم للجمعيات الخيرية أو المحتاجين.
عيديات الأطفال تحمل قيمة مزدوجة، فهي مصدر للفرح والبهجة للأطفال، وفي الوقت نفسه تحمل مغزى تربويًا مهمًا حول القيم المالية والاجتماعية. ومن خلال منح العيديات بطريقة مناسبة وتوجيه الأطفال نحو استخدامها السليم، يمكن للآباء والأمهات الاستفادة من هذه العادة لتربية أطفال واعين ومسؤولين.