أنا هديناه النجدين
في أواخر القرن الأول الهجري، بعث الله تعالى نبي الرحمة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون رحمةً للعالمين، وهدايةً للناس من الظلمات إلى النور. وقد أنعم الله تعالى على نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- بالمعجزات والآيات الدالة على صدق نبوته، ومن هذه الآيات ما ذكره الله تعالى في سورة البلد في قوله: ﴿وَأَنَّا هَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد: 10]
مفهوم النجدين
النجدان في اللغة العربية هما المرتفعان من الأرض، والمقصود بهما في الآية الكريمة هما الخير والشر.
النجد الأول: الخير
هدى الله تعالى نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الخير وبيّن له الطريق الصحيح، وجعله قدوةً حسنةً للناس في أقواله وأفعاله، فكان -صلّى الله عليه وسلّم- خير الناس أخلاقًا وعبادةً ومعاملةً.
ومن مظاهر هداية الله تعالى لنبيه -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الخير ما يلي:
- جعله الله تعالى رسولا إلى الناس كافة، وبيّن له طريق النجاة والفلاح.
- أنعم عليه بالقرآن الكريم، وهو الهدى والرحمة للعالمين.
- أيده بالمعجزات والآيات الدالة على صدق نبوته، كإسراءه إلى بيت المقدس ومعراجه إلى السماوات.
النجد الثاني: الشر
هدى الله تعالى نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الشر وبيّن له طريقه، حتى يتجنبه الناس ويتحذروا منه.
ومن مظاهر هداية الله تعالى لنبيه -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الشر ما يلي:
- بيّن له الله تعالى عاقبة الظالمين والمفسدين في الدنيا والآخرة.
- أنذره الله تعالى من عذاب النار والعذاب الأليم.
- جعله الله تعالى شاهدا على الناس يوم القيامة، فينذرهم ويحذرهم من عذاب الله.
فضل هداية الله تعالى للنجدين
إن للهدى الذي منحه الله تعالى لنبيه -صلّى الله عليه وسلّم- فضلاً عظيماً، ومن ذلك ما يلي:
- هدى الله تعالى به الناس إلى سواء السبيل، وبيّن لهم طريق الفلاح والنجاة.
- صان الله تعالى به الأنبياء والرسل من الوقوع في الخطيئة والضلال.
- مكن الله تعالى به الأنبياء والرسل من دعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى اتباع شريعته.
مقاصد هداية الله تعالى للنجدين
هدى الله تعالى رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى النجدين الخير والشر لتحقيق مقاصد عديدة، منها ما يلي:
- امتحان الناس واختبارهم فيما اختاروا من الطريقين.
- تبيان الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
- تحذير الناس من عواقب الشر، وبيان فضل الخير.
هداية الله تعالى للناس بعمومها
لم تقتصر هداية الله تعالى للنجدين على نبيه -صلّى الله عليه وسلّم-، بل هدى جميع الناس إلى الخير والشر، وبيّن لهم طريق الهدى وطريق الضلال.
ومن مظاهر هداية الله تعالى للناس بعمومها ما يلي:
- فطر الله تعالى الناس على معرفته والإيمان به.
- أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
- أنزل الله تعالى الكتب السماوية، فيها الهدى والرحمة للناس.
مسؤولية الإنسان في هداية الله تعالى للنجدين
بعد أن هدى الله تعالى الناس إلى النجدين، فإن عليهم مسؤولية كبيرة وهي:
- اتباع طريق الخير والإيمان بالأنبياء والرسل.
- الحذر من طريق الشر والانحراف عن طريق الهدى.
- دعوة الناس إلى اتباع طريق الخير ونشر الهدى بينهم.
الهداية من الله وحده
في الختام، لا بد من التأكيد على أن الهداية من الله وحده، وهو الذي يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.
نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً إلى الخير، ويجنبنا الشر، وأن يجعلنا من المهتدين والمفلحين.