أحاديث عن الحياء
الحياء خلق الإسلام، وهو من عنوان الإيمان، يدل على إيمان المرء، وهو أن يستحي العبد من الله وخلقه، قال عليه الصلاة والسلام: “الايمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأحقرها الحياء”>
الحياء من الله
ويكون بأن يتقي العبد ربه في السر والعلن، ويخشاه، ويفضله على سائر الناس، ويستحي من نظره إليه يوم القيامة، قال الله تعالى: “وإن تستحيوا منه فإن الله لا يستحي من الحق”
فالحياء من الله يمنع صاحبه عن فعل المعاصي، فعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الحياء والإيمان في قرن، فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر”
ويحفظ المسلم من الوقوع في الفواحش، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من الحياء، وإن الله تعالى ليستحي من العبد المؤمن أن يعذبه بعد أن تاب إليه”
الحياء من الناس
ويكون بأن يستحي العبد من الناس، فلا يؤذيهم، ولا يقول لهم إلا خيرًا، ولا يتعرض لهم بسوء، ولا يغشهم، ولا يظلمهم، ولا يأخذ ما لهم، ويصون عرضه، ويحفظ لسانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحياء شعبة من الإيمان”
ويكون بأن يستحي العبد منهم أن يروه على معصية أو ذنب، قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: “الحياء من أعظم أبواب الخير، ومن تركه خرق كل ستر”
ويكون بأن يستحي من الناس فيعطيهم حقوقهم، ويؤدي إليهم ما عليهم، ويكون عفيفًا، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أمين هذه الأمة أبو بكر، وأكثرها حياءً عثمان”
فضل الحياء
للحياء فضل كثير في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت”
فالحياء يمنع صاحبه من الوقوع في الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه”
ويجعل صاحبه محبوبًا في الدنيا، قال عليه الصلاة والسلام: “ما من خلق أحب إلى الله ولا أكرم عليه من الحياء”
الحياء في الإسلام
الإسلام دين الحياء، دعى إلى الحياء، وحث عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحياء من الإيمان”
الحياء من صفات المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأحقرها الحياء”
حياء النبي صلى الله عليه وسلم كان من أعظم الصفات التي اتصف بها، فعن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها، فإذا ذكر عنده شيء من الفواحش غضب فاحمر وجهه حتى يعرفه من يغضب له”
أسباب الحياء
إن للحياء أسبابًا كثيرة من أهمها:
1. معرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه، فكلما زاد علم العبد بربه، زاد خوفه منه، وبالتالي زاد حياؤه.
2. كثرة التفكر في الآخرة والوقوف بين يدي الله تعالى، فكلما كان العبد ذاكرًا للآخرة، كان أشد حياءً لله تعالى.
3. تذكر مواقف العبد القبيحة، فكلما كان العبد ذاكرًا لمواقف تقصيره، كان أشد حياءً لله تعالى.
طرق زيادة الحياء
هناك طرق عديدة من شأنها زيادة الحياء في النفس، منها:
1. تربية النفس على الحياء منذ الصغر، فينشأ الطفل على التحلي بخلق الحياء.
2. مجالسة الصالحين، فمصاحبة أهل الحياء يورث صفة الحياء.
3. قراءة السيرة النبوية والتأمل في محاسن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته.
قصص عن الحياء
هناك قصص كثيرة تدل على أهمية الحياء، وتحث على اتصاف المسلم بهذا الخلق الكريم، ومن هذه القصص:
1. ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما تزوج بزينب بنت جحش، كانت عندها أخت تسمى حمنة، وكان الصحابة إذا دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن زينب، خشية أن يسألوا عن حمنة، حياءً منها.
2. وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فإذا امرأة من الأنصار متحملة، فدنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة مسكينة، وإني استحييت منك أن أسألك، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: وما تصنعين؟ قالت: أغزل يا رسول الله، فقال لها: أريني، فأرتته المغزل، فقال لها: الغزل حسن، ولكن الله عز وجل يبغض المغزل الكسلان”
3. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: “كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميرًا على المدينة، وكان في بعض السنين مجاعة، فأصاب الناس جوع شديد، فلما رأى عمر ذلك، نادى في الناس: يا أهل المدينة، لا تملئوا بطونكم، واتركوا لأهل البادية شيئًا يأكلون”.