صور فيها ذكر الله
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، والصلاة والسلام على رسول الله الذي أرسله بالهدى ودين الحق، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو عبادة القلب واللسان والجوارح. قال الله تعالى: ﴿وذكر اسم ربك كثيراً﴾ [الأحزاب: 41]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوهم أعناقهم ويضربوكم أعناقكم؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “ذكر الله تعالى” [الترمذي].
فضل ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى له فضائل كثيرة، منها:
- طمأنينة القلب: قال الله تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ [الرعد: 28].
- المغفرة والرحمة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذكر الله كثيراً حف به الملائكة واستغفرت له الحيتان في البحار، وقال الله عز وجل: “اشفعوا له فقد أ كثرت ذكرى له” [ابن ماجه].
- النجاة من النار: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كان له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به إلا من زاد على ذلك” [مسلم].
أشكال ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى له أشكال عديدة، منها:
- التسبيح: كقول “سبحان الله وبحمده”.
- التحميد: كقول “الحمد لله”.
- التكبير: كقول “الله أكبر”.
- التهليل: كقول “لا إله إلا الله”.
- الاستغفار: كقول “أستغفر الله”.
- الدعاء: كقول “اللهم اغفر لي”.
- قراءة القرآن الكريم.
أوقات ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى مستحب في كل وقت، وفي بعض الأوقات يكون مستحباً أكثر من غيرها، مثل:
- عند الاستيقاظ من النوم.
- عند دخول الخلاء.
- عند الأكل والشرب.
- عند النوم.
- عند السفر.
- عند المصائب والبلايا.
آداب ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى عبادة لها آداب، منها:
- الإخلاص: وهو أن يكون ذكر الله تعالى خالصاً لوجه الله تعالى، لا لرياء أو سمعة.
- الحضور: وهو أن يكون قلب العبد حاضراً عند ذكره لله تعالى، غير شارد ولا مشغول.
- الخضوع: وهو أن يكون العبد خاشعاً متواضعاً عند ذكره لله تعالى.
صور من ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى له صور عديدة في واقعنا اليومي، منها:
- ذكر الله تعالى في القرآن الكريم، وذلك عن طريق تلاوة القرآن الكريم بصوت جميل وإتقان أحكام التلاوة.
- ذكر الله تعالى في صلاة الجماعة، وذلك عن طريق الإتيان بالأذكار المأثورة في الصلاة، مثل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
- ذكر الله تعالى عند الدعاء، وذلك عن طريق رفع اليدين إلى السماء ودعوة الله تعالى بأفضل الأسماء الحسنى.
- ذكر الله تعالى عند الاستغفار، وذلك عن طريق التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والخطايا والإتيان بأدعية الاستغفار.
- ذكر الله تعالى عند الذكر، وذلك عن طريق ترديد الأذكار المأثورة مثل “سبحان الله وبحمده” و”الحمد لله رب العالمين” و”لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
- ذكر الله تعالى عند الأذان والإقامة، وذلك عن طريق الإتيان بأذكار الأذان والإقامة.
- ذكر الله تعالى عند العمل، وذلك عن طريق التوكل على الله تعالى في العمل والاستعانة به في كل أمر.
إن ذكر الله تعالى من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو عبادة القلب واللسان والجوارح. وذكر الله تعالى له فضائل كثيرة، منها طمأنينة القلب والمغفرة والرحمة والنجاة من النار. وله أشكال عديدة، منها التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والدعاء وقراءة القرآن الكريم. ومستحب ذكره في كل وقت، وفي بعض الأوقات يكون مستحباً أكثر من غيرها. وله آداب، منها الإخلاص والحضور والخضوع. وله صور عديدة في واقعنا اليومي، منها ذكر الله تعالى في القرآن الكريم وفي صلاة الجماعة وفي الدعاء وفي الاستغفار وفي الذكر وفي الأذان والإقامة وفي العمل. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لذكره في كل وقت وحال.