اللهم اجبر قلبا انكشرت حباله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب الآخرة)، فاللهم اشرح صدور المكروبين واشف صدور المحزونين واجبر قلوب المنكسرة يا رب العالمين.
أهمية الصبر والاحتساب
يجب علينا أن نصبر ونحتسب عند نزول المصائب علينا، فالصبر مفتاح الفرج، كما قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
وإن من علامات الإيمان هو أن يتحمل المؤمن ما نزل به من مصائب بصبر واحتساب، وذلك لوجه الله تعالى، دون أن يشتكي أو يتذمر.
وإن من فضائل الصبر أنه يثبت العبد على دينه ويمنعه من الانحراف والضلال، كما قال الله تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ الصَّبْرَ لَيُوفَى أُجُورُهُ إِلاَّ بِالصَّبْرِ).
الدعاء لمن انكسر قلبه
إن الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو يغيّر القدر ويفرج الكرب ويشفي الحزن ويبرد القلب، لذلك يجب علينا أن ندعو الله تعالى لمن انكسر قلبه ونسأله أن يشفيه ويجبره ويقويه.
ومن الأدعية التي يمكن أن ندعو بها لمن انكسر قلبه:
- اللهم أجبر قلب أخي/أختي (الاسم).
- اللهم اشرح صدر أخي/أختي (الاسم) وأذهب همه وغمه.
- اللهم ارفع عن أخي/أختي (الاسم) ما نزل به من محن وبلاء.
فضل إصلاح ذات البين
إن إصلاح ذات البين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة).
وإن من واجب المسلم أن يسعى لإصلاح ذات البين بين المتخاصمين، وأن يطفئ نار الفتنة بينهم، وأن يجمع شتاتهم، وأن يوحد صفوفهم.
وإن إصلاح ذات البين لا يقتصر على الخصوم والأعداء، بل يشمل جميع المسلمين، فالمسلمون إخوة، ويجب عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم، وأن يتحابوا ويتآلفوا.
الرضا بالقضاء والقدر
إن الرضا بقضاء الله تعالى وقدره من أعظم أسباب السعادة والراحة القلبية، فمن رضي بقضاء الله تعالى وقدره رزقه الله من حيث لا يحتسب، كما قال الله تعالى: (وَرَضُواْ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَبُّهُمْ رَضِيَ عَنْهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).
وإن الرضا بالقضاء والقدر لا يعني الخضوع للظروف والاستسلام لها، بل يعني قبول ما نزل بنا من خير وشر، والإيمان بأن الله تعالى هو الحكيم في خلقه.
وإن من فضائل الرضا بقضاء الله تعالى وقدره أنه ينجي العبد من الحزن والهم والغم، ويريحه القلب ويطمئنه، كما قال الله تعالى: (أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
التوكل على الله وحده
إن التوكل على الله وحده من أعظم أسباب القوة والاطمئنان، فالمؤمن الذي يتوكل على الله تعالى لا يخاف من أحد ولا يخشى شيئاً، كما قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
وإن التوكل على الله تعالى لا يعني الاتكال عليه وترك الأسباب، بل يعني بذل الأسباب مع الاعتماد على الله تعالى في تحقيق النتائج.
وإن من فضائل التوكل على الله تعالى أنه يرزق العبد من حيث لا يحتسب، كما قال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ).
دعاء لتقوية القلب
إن الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو يغيّر القدر ويفرج الكرب ويشفي الحزن ويبرد القلب، لذلك يجب علينا أن ندعو الله تعالى أن يقوي قلوبنا ويثبتها على دينه.
ومن الأدعية التي يمكن أن ندعو بها لتقوية القلب:
- اللهم تقوّى قلبي على دينك.
- اللهم املأ قلبي بنورك وهداك.
- اللهم ثبّت قلبي على دينك حتى ألقاك.
ختاماً
إن الله تعالى هو الجابر للقلوب المنكسرة، وهو الذي يفرج الكرب ويذهب الحزن، لذلك يجب علينا أن ندعوه تعالى أن يشفي قلوبنا المكسورة ويقويها ويثبتها على دينه.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يعوضنا خيراً عن كل ما أصابنا من محن وبلاء.