اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين
مقدمة
يعد الدعاء “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” أحد الأدعية المأثورة عن الصحابة رضوان الله عليهم، يدعون بها الله تعالى أن يقوي ويعز دين الإسلام بأحد أبناء المسلمين سواء كان صغيراً أو كبيراً، فالدعاء بالأعمار يدل على أهمية الفرد في الإسلام، وأنه قادر على عزة دينه ونصره على أعدائه.
أهمية عز الإسلام
حفظ الشريعة الإسلامية: إذ أن الإسلام هو دين الله الخاتم الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الرئيسي للتشريع في المجتمع المسلم، فعزه يعني حفظ أحكام الله تعالى، وحمايتها من التحريف والتبديل.
استقرار المجتمع: إن عز الإسلام يؤدي إلى استقرار المجتمع المسلم، ورسوخ أركانه، وتلاحم أفراده، وذلك لأن الإسلام يحث على القيم الأخلاقية، وتعزيز رابطة الأخوة والتكافل بين المسلمين.
نشر الدعوة الإسلامية: فعندما يكون الإسلام عزيزاً، فإنه يسهل على المسلمين نشر دعوته، وتعريف الناس بهدايته، ودعوتهم إلى اعتناقه، مما يساهم في زيادة عدد المسلمين.
أسباب عز الإسلام
اتباع أوامر الله تعالى: فبامتثال المسلمين لأوامر الله تعالى، والبعد عن نواهيه، يستحقون نصر الله وعزه، قال تعالى: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” (الأعراف: 96).
وحدة المسلمين: فبالتكاتف والتعاون بين المسلمين، وتوحيد صفوفهم، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، يمكنهم عزة دينهم، ونصره على أعدائه.
الجهاد في سبيل الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله” (رواه الترمذي)، فالجهاد في سبيل الله من أهم أسباب عز الإسلام، ونصرته على أعدائه.
مواقف من التاريخ الإسلامي
فتح مكة: عندما دخل المسلمون مكة عام 8 هـ بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ذلك أحد أهم مظاهر عز الإسلام، حيث انتصر المسلمون على المشركين، ودخلوا مكة فاتحين.
معركة بدر: في غزوة بدر الكبرى عام 2 هـ، انتصر المسلمون على المشركين، على الرغم من قلة عددهم وعدتهم، مما كان له بالغ الأثر في عز الإسلام، ونشر الدعوة الإسلامية.
فتح الأندلس: فتح المسلمون الأندلس عام 92 هـ، ودام حكمهم لها قرابة ثمانية قرون، وشهدت الأندلس في عهد المسلمين ازدهاراً علمياً وحضارياً كبيراً.
فضل الدعاء بعز الإسلام
استجابة الدعاء: إن الله تعالى يستجيب لدعاء عباده الصالحين، وعز الإسلام من أهم الأمور التي ينبغي الدعاء بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي).
تقوية الإيمان: إن الدعاء بعز الإسلام يقوي إيمان المسلم، ويرسخ في قلبه حب دينه، ويزيد من تعلقه به، ويجعله أكثر استعداداً لنصرته والدفاع عنه.
رفع الدرجات: إن الدعاء بعز الإسلام من الأعمال الصالحة التي يثيب الله عليها عباده، ويرفع بها درجاتهم في الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا الله عز وجل له ولإخوانه المسلمين بخير، ناداه ملك من السماء: ولك بمثل ذلك” (رواه مسلم).
مسؤولية المسلم تجاه عز الإسلام
تعلم الإسلام: إن أولى خطوات عزة الإسلام، أن يتعلم المسلم دينه جيداً، ويتعرف على أحكامه ومبادئه، قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (آل عمران: 104).
العمل بالإسلام: لا يكفي تعلم الإسلام وحده، بل لا بد من العمل به، واتباع أوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، لأن ذلك هو الذي يقوي الإسلام ويعزه.
الدعوة إلى الإسلام: إن من أهم مسؤوليات المسلم تجاه عز الإسلام، أن يدعو إليه غير المسلمين، ويعرفهم بهدايته، وفضائله، قال تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (النحل: 125).
خاتمة
إن عز الإسلام هو هدف يجب أن يسعى إليه كل مسلم، وذلك من خلال اتباع أوامر الله تعالى، والعمل بالإسلام، والدعوة إليه، والدفاع عنه، سائلين الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يجعلهم من الفائزين في الدنيا والآخرة.