هل يجوز الدعاء على الظالم بالموت؟
هل يجوز الدعاء على الظالم بالموت؟ وماذا عن الآخرة؟ هل ظلم الظالمين يبطل حق من حقوق المسلمين؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أولا: حكم الدعاء على الظالم
اتفق الفقهاء على جواز الدعاء على الظالم بالظلم الذي ظلم به، دون غيره.
الأدلة:
- “دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً”
- “الحق فوق كل أحد، دعوة المظلوم مستجابة”
ثانيا: الدعاء على الظالم بالموت
اختلف الفقهاء في حكم الدعاء على الظالم بالموت، فذهب جمهورهم إلى كراهته، لقوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق؛ وقال آخرون بجوازه في حق الظالم الذي لا يتوب عن ظلمه.
ثالثا: الدعاء على الظالم في الآخرة
أما الدعاء على الظالم في الآخرة، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه مباح، مستدلين بقوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين؛ وقال آخرون بكراهته، لقوله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن.
رابعا: الدعاء على من ظلمني في رزقي
يجوز الدعاء على من ظلمك في رزقك، لأن الظلم في الرزق من أعظم أنواع الظلم، وقد قال الله تعالى: ولا يأكل بعضكم أموال بعضكم بالباطل
خامسا: كيفية الدعاء على الظالم
يستحب أن يكون الدعاء على الظالم بلفظ عام، كأن يقول: “اللهم اكفني شر الظالمين”، أو “اللهم انتقم لي ممن ظلمني”، ولا يستحب أن يدعو عليه باللعن أو بالهلاك.
سادسا: لا يبطل ظلم الظالمين حق من حقوق المسلمين
لا يبطل ظلم الظالمين حق من حقوق المسلمين، سواء كان حقاً مالياً أو بدنياً أو معنوياً، بل يجب على المظلوم المطالبة بحقه، فإن عجز عن ذلك فعليه أن يحتسبه عند الله تعالى.
سابعا: الظالم لا يجوز له الاستفادة من مظلوميته
لا يجوز للظالم أن يستفيد من مظلوميته، فمثلاً لا يجوز له أن يأخذ الدية من المظلوم إذا قتله، ولا يجوز له أن يأخذ التعويض من المظلوم إذا أتلف ماله، بل يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى من ظلمه، وأن يرد الحقوق إلى أهلها.
الخاتمة:
الدعاء على الظالم مشروع، لكن ينبغي أن يكون بلفظ عام، ولا يستحب أن يدعو عليه باللعن أو بالهلاك، ولا يبطل ظلم الظالمين حق من حقوق المسلمين، ولا يجوز للظالم أن يستفيد من مظلوميته.