فأغشيناهم فهم لا يبصرون
وهذه الآية الكريمة تصف حال الكافرين يوم القيامة، حيث يغشاهم الله تعالى بالظلمات فلا يبصرون، وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم عن الحق، وقد وردت هذه الآية في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وفي كل موضع لها دلالة ومعنى خاص.
أولاً: دلالة الآية الكريمة
تدل الآية الكريمة على أن الله تعالى يعذب الكافرين يوم القيامة بأن يغشيهم بالظلمات، وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم عن الحق، وقد وردت هذه الآية في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وفي كل موضع لها دلالة ومعنى خاص.
فعلى سبيل المثال، وردت الآية في سورة الأعراف في معرض وصف حال الكافرين يوم القيامة، حيث قال تعالى: فأغشيناهم فهم لا يبصرون [الأعراف: 102]، وفي سورة يونس وردت الآية في معرض وصف حال الكافرين الذين كذبوا بالرسل، حيث قال تعالى: فأغشيناهم فهم لا يبصرون [يونس: 92]، وفي سورة هود وردت الآية في معرض وصف حال الكافرين الذين استهزءوا بالأنبياء، حيث قال تعالى: فأغشيناهم فهم لا يبصرون [هود: 77].
وهكذا، فإن الآية الكريمة تدل على أن الله تعالى يعذب الكافرين يوم القيامة بأن يغشيهم بالظلمات، وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم عن الحق، وفي كل موضع لها دلالة ومعنى خاص.
ثانيًا: معنى الآية الكريمة
والمقصود بـ “الغشاوة” في الآية الكريمة هو الحجب والإلباس، أي أن الله تعالى يحجب عن الكافرين نور الإيمان، ويلبس عليهم الحق بالباطل، فلا يبصرون طريق الهدى.
أما “الإبصار” في الآية الكريمة، فهو كناية عن الفهم والبصيرة، أي أن الكافرين لا يفهمون الحق ولا يبصرون طريق الهدى، وذلك بسبب غشاوة قلوبهم.
ثالثًا: أسباب الغشاوة
وذكر العلماء عدة أسباب للغشاوة التي تصيب قلوب الكافرين، ومن هذه الأسباب:
- الكبر والإعراض عن الحق: حيث إن الكافرين يتكبرون عن الحق ويستكبرون عن اتباعه، وهذا الكبر يحجب عنهم نور الإيمان.
- اتباع الشهوات: حيث إن الكافرين يتبعون أهواءهم وشهواتهم، وهذا اتباع يجعلهم معرضين عن الحق.
- الجهل والضلال: حيث إن الكافرين يجهلون الحق ويضلون عنه، وهذا الجهل يجعلهم غير قادرين على تمييز الحق من الباطل.
رابعًا: آثار الغشاوة
وللغشاوة التي تصيب قلوب الكافرين آثار سيئة عديدة، ومن هذه الآثار:
- العمى عن الحق: حيث إن الغشاوة تمنع الكافرين من رؤية الحق والهدى.
- الضلال والانحراف: حيث إن الغشاوة تجعل الكافرين يضلون عن الطريق ويبتعدون عن الصراط المستقيم.
- العذاب يوم القيامة: حيث إن الغشاوة التي تصيب قلوب الكافرين يوم القيامة تجعلهم مستحقين للعذاب الأليم.
خامسًا: علاج الغشاوة
ولعلاج الغشاوة التي تصيب قلوب الكافرين، لا بد من اتباع عدة خطوات، ومن هذه الخطوات:
- الإيمان بالله تعالى: حيث إن الإيمان بالله تعالى يفتح باب القلب للنور، وينير البصيرة، ويجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل.
- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم: حيث إن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يهدي إلى الحق وينور القلب.
- تدبر القرآن الكريم: حيث إن تدبر القرآن الكريم يمحو الغشاوة من القلب وينير البصيرة.
سادسًا: نماذج من الغشاوة
وذكر القرآن الكريم نماذج عديدة من الغشاوة التي أصابت قلوب الكافرين، ومن هذه النماذج:
- غشاوة قوم فرعون: حيث إن قوم فرعون كذبوا موسى عليه السلام واستكبروا عن اتباع الحق، فأغشاهم الله تعالى بالظلمات، فلم يروا طريق الهدى.
- غشاوة قوم عاد: حيث إن قوم عاد كذبوا هود عليه السلام واستكبروا عن اتباع الحق، فأغشاهم الله تعالى بالرياح العاتية، فلم يروا طريق الهدى.
- غشاوة قوم ثمود: حيث إن قوم ثمود كذبوا صالح عليه السلام واستكبروا عن اتباع الحق، فأغشاهم الله تعالى بالصيحة، فلم يروا طريق الهدى.
سابعًا: الخلاصة
والخلاصة، فإن الغشاوة التي تصيب قلوب الكافرين هي سبب لكفرهم وإعراضهم عن الحق، ولها أسباب عديدة وآثار سيئة، ولا علاج لها إلا بالإيمان بالله تعالى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتدبر القرآن الكريم، وقد ذكر القرآن الكريم نماذج عديدة من الغشاوة التي أصابت قلوب الكافرين.