الرزق على الله وليس على العباد
مقدمة
يوضح هذا المقال مفهوم الرزق كما هو مقرر في الإسلام، ويوضح أن الرزق هو من الله وحده وليس من العباد. ويستند هذا المفهوم إلى تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو حقيقة أساسية في الإيمان الإسلامي.
1. تعريف الرزق
الرزق في الإسلام هو كل ما ينتفع به الإنسان، سواء كان ماديًا أو معنويًا. ويشمل الغذاء والماء والملبس والمأوى والصحة والأولاد والعلم وغير ذلك. ويشمل الرزق أيضًا النعم التي لا تُرى، مثل الإيمان والإسلام والهداية.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا” (سورة هود، الآية 6).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنك لن تموت حتى تستوفي رزقك وإن طال بك العمر” (رواه الترمذي).
2. مصادر الرزق
يأتي الرزق من الله تعالى وحده، ولا يملكه أحد من خلقه. ويمكن أن يأتي الرزق من خلال أسباب طبيعية، مثل العمل والتجارة والزراعة، أو من خلال أسباب غير طبيعية، مثل الميراث والهبة والصدقة.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَنْفِقُوا مِن مَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ” (سورة البقرة، الآية 254).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما من دابة تدب على الأرض إلا ورزقها على الله” (رواه الإمام أحمد).
3. قسمة الرزق
يقسم الله الرزق بين عباده بقدرته وحكمته، وهو يعطي لكل إنسان ما فيه خيره ومصلحته. وقد قسم الله الرزق بين الناس متفاوتًا، فمنهم الغني ومنهم الفقير، ومنهم السليم ومنهم المريض.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَفَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ” (سورة الزخرف، الآية 32).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت” (رواه الترمذي).
4. الرزق والتوكل على الله
يجب على المسلم أن يتوكل على الله في رزقه، وأن لا يقلق أو يحزن من أجل الدنيا. فإن الله تعالى هو الرزاق، وهو الذي يكفل لعباده أسباب الرزق.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ” (سورة الفرقان، الآية 58).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا” (رواه الترمذي).
5. السعي في الرزق
على الرغم من أن الرزق هو من الله وحده، إلا أن على المسلم أن يسعى في طلبه بالطرق المشروعة. فإن السعي في الرزق هو من الإيمان بالله، وهو من أسباب توسعة الرزق.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ” (سورة الملك، الآية 15).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده” (رواه البخاري).
6. الشكر على الرزق
يجب على المسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه وفضله، ومن ذلك الرزق. فإن الشكر على الرزق هو من أسباب زيادته، وهو من علامات الإيمان بالله.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (سورة إبراهيم، الآية 7).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله” (رواه أبو داود).
7. الكسب الحلال والتحذير من الكسب الحرام
يجب على المسلم أن يحرص على أكل الحلال، وأن يتجنب أكل الحرام. فإن الكسب الحرام من أسباب سلب الرزق، وهو من الكبائر التي نهى عنها الله تعالى في شرعه.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ” (سورة الأنعام، الآية 121).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس اتقوا الله وكلوا واطعموا من طيب ما رزقكم الله ولا تعينوا الشيطان على نفسكم” (رواه الطبراني).
خاتمة
وبهذا يتبين أن الرزق على الله وليس على العباد، وأن على المسلم أن يتوكل على الله في رزقه، وأن يسعى في طلبه بالطرق المشروعة، وأن يشكر الله تعالى على نعمه وفضله. والله ولي التوفيق.