عظم الله أجركم واحسن الله عزائكم
مقدمة
عبارة “عظم الله أجركم واحسن الله عزائكم” هي عبارة شائعة تُقال للمسلمين عند فقدان أحد أحبائهم. وهي تعني “جعل الله أجركم عظيماً وأحسن عزاءكم”. وهذه العبارة هي تأكيد على أن الله تعالى سيجازي الشخص المكلوم على صبره في مواجهة المحنة، وسيواسيه ويعوضه عن فقدانه.
معنى العبارة
تتكون هذه العبارة من جزأين:
- عظم الله أجركم: وتعني أن الله تعالى سيكبر أجر الشخص الذي فقد أحد أحبائه، وسيجازيه على صبره واحتسابه عند المصيبة.
- احسن الله عزائكم: وتعني أن الله تعالى سيصلح حال الشخص الذي فقد أحد أحبائه، وسيواسيه ويعينه على تجاوز محنته.
أهمية الصبر عند المصيبة
الصبر هو من أهم الفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسلم عند مواجهة المحن والابتلاءات. والله تعالى يختبر عباده بالمصائب والمصاعب ليبقيهم في طاعته، وليمحص إيمانهم ويجعلهم أقرب إليه.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم فضل الصبر على المصائب، فقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة: 155-157).
فضل الدعاء بالمغفرة للفقيد
بالإضافة إلى الصبر والاحتساب، من المهم أيضًا أن يدعو المسلم للميت بالمغفرة والرحمة. فالدعاء للميت من أفضل الأعمال التي يمكن أن يفعلها المسلمون من أجله.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يموت فيصلي عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا إلا نفعوه” (رواه مسلم).
مواساة أهل الميت
من الأمور التي يجب على المسلمين القيام بها هي مواساة أهل الميت وتقديم الدعم لهم. ويمكن للمسلم أن يواسي أهل الميت من خلال زيارتهم والحديث معهم ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سقى ثكلى كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل” (رواه أبو داود والترمذي).
زيارة المقابر
زيارة المقابر من الأمور التي شرعها الإسلام، وهي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكر بالموت” (رواه مسلم).
ويسن للمسلم أن يدعو للموتى عند زيارة قبورهم، ويستغفر لهم، ويتذكر أحوالهم بعد الموت.
التذكير بالموت
الموت من الحقائق التي يجب أن يتذكرها المسلم في كل حال. ومن المهم للمسلم أن يتذكر الموت ويستعد له بالإكثار من الأعمال الصالحة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثر من ذكر هادم اللذات” (رواه الترمذي).
الخاتمة
عبارة “عظم الله أجركم واحسن الله عزائكم” هي عبارة تعزية ومواساة للمسلمين عند فقدان أحد أحبائهم. وهذه العبارة هي تأكيد على أن الله تعالى سيجازي الشخص المكلوم على صبره، وسيواسيه ويعوضه عن فقدانه.
ومن المهم للمسلم أن يتحلى بالصبر عند مواجهة المحن والابتلاءات، وأن يصبر على فقدان أحبائه، وأن يدعو لهم بالمغفرة والرحمة. كما يجب على المسلم أن يواسي أهل الميت، ويزور المقابر ويتذكر الموت باستمرار.