خير ما قلته أنا والنبيون من قبلي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والقرآن العظيم، وأرسل إلينا خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بتعاليم رحيمة وهدى رشد جاءت لتزكية النفوس وإعمار الأرض.
ومن ضمن ما أتى به نبينا الكريم من الوصايا والتعاليم هو قوله المأثور: “خيرُ الكلامِ ما دلّ على الرُّشدِ”. وهذه المقولة العظيمة تضع مبدأً أساسياً في حياتنا، حيث تؤكد على أهمية الكلام الهادف الذي يقودنا إلى الطريق الصحيح ويبعدنا عن الضلال.
فضل الكلام الرشيد
إن الكلام الرشيد هو الكلام الذي يكون مبنيًا على الحكمة والمعرفة، وهو ما يمتاز بالمزايا التالية:
ينير درب الحياة: الكلام الرشيد بمثابة مصباح يضيء لنا الطريق في ظلمات الحياة، فهو يساعدنا على فهم الأمور ومعرفة الحق من الباطل.
يصلح القلوب: الكلام الرشيد له تأثير كبير في إصلاح القلوب وتطهيرها من الغل والبغضاء والأحقاد، وهو بمثابة بلسم يداوي الجراح المعنوية.
يقربنا من الله: الكلام الرشيد هو ما يزيد من تقربنا إلى الله تعالى، إذ إنه يحث على طاعته وتقواه والبعد عن معصيته.
خصائص الكلام الرشيد
لكي يكون الكلام رشيدًا يجب أن يتحلى بعدد من الخصائص، منها:
أن يكون حقًا: لا يجوز أن يكون الكلام الرشيد قائمًا على الكذب أو الخداع، بل يجب أن يكون متوافقًا مع الحقيقة.
أن يكون نافعًا: الكلام الرشيد هو ما يفيد الناس ويقدم لهم الرشد والهدى، لا ما يضيع الوقت أو يؤدي إلى الضرر.
أن يكون طيبًا: الكلام الرشيد ينبغي أن يكون طيبًا مستساغًا للقلوب، لا بذيئًا أو مسفًا أو جارحًا.
أمثلة على الكلام الرشيد
توجد العديد من الأمثلة على الكلام الرشيد، من ذلك:
أقوال النبي صلى الله عليه وسلم: تتميز أقوال النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة والرشد، وهي منارة هداية لنا جميعًا.
آيات القرآن الكريم: القرآن الكريم مليء بالآيات الرشيدة التي تزيد من إيماننا وتبين لنا الطريق الصحيح.
الحكم والأمثال: الكلام الرشيد يتجلى أيضًا في الحكم والأمثال الشعبية التي تعبر عن تجارب الناس وحكمتهم.
آثار الكلام غير الرشيد
بينما للكلام الرشيد آثار إيجابية، فإن الكلام غير الرشيد له آثار سلبية وخيمة، منها:
يضل الناس: الكلام غير الرشيد قد يضل الناس عن طريق الحق ويوقعهم في الهلاك.
يفسد القلوب: الكلام غير الرشيد قد يؤدي إلى فساد القلوب وانتشار الرذائل.
يبعد عن الله: الكلام غير الرشيد قد يؤدي إلى ابتعاد الناس عن الله تعالى وإلى المعاصي والآثام.
الحوار الرشيد
لا يقتصر الكلام الرشيد على الكلام المنطوق فقط، بل يشمل أيضًا الكتابة والحوار مع الآخرين:
محادثة هادفة: الحوار الرشيد هو ما يكون مبنيًا على الاحترام المتبادل وتبادل الأفكار والآراء بهدف الوصول إلى الحق.
ابتعاد عن الجدل: الحوار الرشيد لا ينبغي أن يأخذ شكل الجدل العقيم، بل يجب أن يكون مبنيًا على الحجج والأدلة.
البحث عن نقاط الاتفاق: الحوار الرشيد هو ما يسعى إلى نقاط الاتفاق والتفاهم بين المتحاورين، لا ما يركز على الخلافات.
الخاتمة
إن الكلام الرشيد هو كنز ثمين في حياتنا، وهو بمثابة الدليل الذي يقودنا إلى طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة. ولقد حثنا نبينا الكريم على الالتزام بالكلام الرشيد، والابتعاد عن الكلام غير الرشيد لما له من آثار سلبية ومدمرة. فلتجعلوا كلامكم رشيدًا، فإن الكلام الرشيد هو خير ما قلناه نحن والنبيون من قبلنا.