أفضل استغفار يحب الله
مقدمة:
الاستغفار من صفات المؤمنين الذين يحرصون على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، فهو باب التوفيق والرحمة و سببٌ لمحبة الله تعالى لعبده، ومن فضل الله عز وجل أنه شرع للمسلمين من الأدعية والأذكار ما يعينهم على الاستغفار ويحببهم فيه، ومن هذه الأدعية دعاء الاستغفار الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
أسباب نزول الاستغفار:
نزلت اية الاستغفار في حق من زنى ثلاث مرات، فتاب منها ربه توبة نصوحاً، فغفر الله تعالى له.
نزلت اية الاستغفار في حق من قتل تسعة وتسعين نفساً، ثم تاب منهم فغفر الله تعالى له.
نزلت اية الاستغفار في حق من عبد وثناً، ثم تاب منه فغفر الله تعالى له.
شروط قبول الاستغفار:
الصدق والتوبة الصادقة: فمن الاستغفار توبة اللسان دون القلب فلا يقبل الله منه، ومن الاستغفار توبة القلب دون اللسان فلا يقبل الله منه، بل لا بد من اجتماع القول والعمل.
إقلاع المرء عن الذنوب والمعاصي: فمن استغفر الله من ذنب وهو مقيم عليه لم تقبل منه توبته.
الندم على ما مضى من الذنوب والعزم على عدم العودة إليها.
فضائل الاستغفار:
غفران الذنوب والتكفير عنها.
محبة الله تعالى لعبده.
زيادة الرزق وتوسيعه.
آداب الاستغفار:
أن يكون الاستغفار بالصيغة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الإكثار من الاستغفار ولا سيما في أوقات الفضيلة: كالليل والنهار وعند السحر.
أن يكون الاستغفار خاشعاً ومتذللاً.
دعاء الاستغفار:
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من أدعية الاستغفار التي كان يكثر من قولها ومنها:
“اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره”.
“اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المتقدم وأنت المتأخر وأنت الأول وأنت الآخر وأنت الظاهر وأنت الباطن وأنت بكل شيء عليم”.
“اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت الأول وأنت الآخر وأنت الظاهر وأنت الباطن وأنت بكل شيء عليم”.
فضل الاستغفار وكثرة ذكره:
من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
من قال في يوم مائة مرة: “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه”، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
من نام على طهارة وقال: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله”، عشر مرات، ثم قال: “اللهم اغفر لي”، غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
ظهور أثر الاستغفار في الدنيا والآخرة:
يورث الاستغفار المحبة بين الناس، ويجعلهم يحبون صاحبه.
يجلب الرزق الوفير، ويكفي صاحبه شر الحسد.
يجعل صاحبه ناجحاً في دنياه وآخرته، ويكون له شافعاً يوم القيامة.
خاتمة:
الاستغفار هو باب التوفيق والرحمة، وهو سبب لمحبة الله تعالى لعبده، ومن فضل الله عز وجل أنه شرع للمسلمين من الأدعية والأذكار ما يعينهم على الاستغفار ويحببهم فيه. لذلك ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستغفار في كل وقت وحين، ولا سيما في أوقات الفضيلة، عسى الله تعالى أن يتجاوز عنه ويدخله جنته.