قصص عن الاستغفار والرزق
يعتبر الاستغفار من أهم العبادات التي يحبها الله عز وجل، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على فضل الاستغفار وعظيم ثوابه، ومن هذه الأدلة قوله تعالى:
﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [هود: 90]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه ابن ماجه]
ووردت الكثير من القصص والأحاديث التي تبين فضل الاستغفار وعظيم ثوابه، ومن هذه القصص:
قصة الرجل الذي استغفر فغفر له ورزقه
روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ذنبي كثير، فهل لي توبة؟ قال: نعم، تتوب إلى الله وتستغفره، قال: يا رسول الله فإني أذنب كثيرًا، قال فاستغفر كثيرًا، قال: يا رسول الله أذنب ذنبًا عظيمًا، قال لعلك قتلت نفسًا، قال: لا يا رسول الله، قال: فلعلك زנית، قال: لا يا رسول الله، قال: فلعلك سرقت، قال: لا يا رسول الله، قال: فهل لك من شيء؟ قال: نعم يا رسول الله عندي مال كثير، قال: تصدق منه، قال: تصدقت بجميع مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذاً قد غفر الله لك.
قصة المرأة التي استغفرت فوسعت عليها في رزقها
روى ابن أبي الدنيا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
كانت امرأة في بني إسرائيل لها تسع بنات، وكان زوجها غائبًا، فجاءها قحط شديد، فلم تجد ما تطعم به بناتها، فخرجت تطلب شيئًا، فإذا هي برجل قد نصب شبكة في الصحراء، فقالت: يا عبد الله هل لك في فضل صدقة فإن عندي بنات قد هلكن من الجوع؟ فقال: وما عندك؟ قالت: عندي تسع بنات لم يذقن طعامًا منذ ثلاثة أيام، فقال: والله ما عندي شيء، فذهبت، ثم إنها مرت به مرة أخرى، فقالت له مثل ما قالت أول مرة، فقال: والله ما عندي شيء، فذهبت، ثم مرت به الثالثة، فقالت له مثل ما قالت أول مرة، فقال لها: والله ما عندي شيء، ولكن انظري، هل لك في شيء غير هذا؟ قالت: وما هو؟ قال: تطلقين بناتك، قالت: وكيف أطلقهن؟ قال: اجعلين لهن مهرًا حتى يتزوجن، قالت: وما مهورهن؟ قال: الاستغفار، قالت: وما الاستغفار؟ قال: تقولين: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه. قالت: ففعلت، فما لبث أن جاء زوجها بثلاثين ألف درهم، فقالت له: بم صنعت هذه؟ قال: كنت في أرض كذا وكذا فجاءني ملك فقال لي: أتحب أن ترجع إلى أهلك وأولادك بثلاثين ألف درهم؟ قلت: نعم، قال: فقل كما قالت المرأة يوم كذا وكذا.
قصة البخيل الذي استغفر فوسع عليه في رزقه
روى ابن أبي الدنيا عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
كان رجل بخيلًا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل بخيل، فهل لي توبة؟ قال: نعم، تتوب إلى الله وتستغفره، قال: يا رسول الله إن بخلي قد بلغ مني كل مبلغ، قال فاستغفر الله كثيرًا، قال: فوالله ما أتى عليه إلا أيام حتى كان يجود بكل شيء.
فضل الاستغفار في جلب الرزق
وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين فضل الاستغفار في جلب الرزق، ومن هذه الأدلة قوله تعالى:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه ابن ماجه]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الرزق مقسوم وما قدر لك يأتيك، والاستغفار ينزل الرزق، وما من ذنب إلا وسببًا له، وما من سبب إلا وله أثر» [رواه الطبراني]
شروط الاستغفار
يشترط لصحة الاستغفار أن يكون:
من القلب الصادق.
أن يكون بنية التوبة والإقلاع عن الذنوب.
أن يكون عامًا لجميع الذنوب.
أن يكون باللسان الصريح.
أن يكون مع الاستغفار الندم على الذنوب والعزم على عدم العودة إليها.
أوقات الاستغفار
يستحب الاستغفار في جميع الأوقات، إلا أن هناك أوقاتًا وأحوالاً يستحب فيها الاستغفار أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات:
عند السحر.
بعد الصلوات المكتوبات.
عند الاستيقاظ من النوم.
عند النوم.
عند دخول الأسواق.
عند دخول المساجد.
عند قراءة القرآن الكريم.
عند الدعاء.
آثار الاستغفار
للاستغفار الكثير من الآثار والثمرات العظيمة، ومن هذه الآثار:
مغفرة الذنوب.
جلب الرزق.
دفع البلاء.
تيسير الأمور.
دخول الجنة.
الاستغفار في القرآن الكريم
ورد ذكر الاستغفار في القرآن الكريم في أكثر من سبعين موضعًا، ومن هذه المواضع:
﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33]
﴿فَاسْتَغْفِرْهُ ثُمَّ تُبْ إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [هود: 90]
الاستغفار في السنة النبوية
وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على الاستغفار، ومن هذه الأحاديث:
«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه ابن ماجه]
«الندم توبة، والاستغفار محبة» [رواه ابن ماجه]
«من استغفر الله غفر له، وإن كان قد فر من زحف» [رواه مسلم]
الاستغفار عند السلف الصالح
كان السلف الصالح كثيرين الاستغفار، ومن أقوالهم في الاستغفار:
«كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة»
«كان الحسن البصري رضي الله عنه يستغفر في اليوم سبعين مرة»
«كان الفضيل بن عياض رضي الله عنه يستغفر في اليوم ألف مرة»
وفي الختام، فإن الاستغفار من أعظم العبادات التي يحبها الله عز وجل، وهو باب من أبواب التوبة والرجوع إلى الله، ومن أسباب جلب الرزق ودفع البلاء، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على فضل الاستغفار وعظيم ثوابه، قال تعالى: «وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ»،