بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا تعلق قلبي
سبب الدعاء
فلما عاين حال القوم في التعلق بالدنيا، والانهماك في شهواتها، وكان يعلم أنهم بسبيل الهلاك لا محالة دعا عليهم، وطلب من ربه الكريم ألا يعلق قلبه بما علقوا به قلوبهم، فلا يشغله هم الدنيا عن أمر الآخرة، ولا يشغله حب الدنيا عن حب الله عز وجل.
معنى الدعاء
و”التعلق” في اللغة معناه: الاتصال والاختصاص، يقال: تعلق به كذا، أي: اختص به واختصه لنفسه.
والمراد بالدعاء: أن اللهم لا تخص قلبي بالإقبال على الدنيا، ولا تجعله متعلقًا بها.
فكأن العبد يقول: يا رب لا تجعل الدنيا همي وغمّي، ولا تجعل محبتها شغلي الشاغل، ولا تجعلني عبداً لها.
حكم الدعاء
هذا الدعاء من أعظم الأدعية وأجلّها، وهو دعاء الأنبياء والصالحين، بل هو دعاء كل مؤمن ومسلم، فكل مؤمن ومسلم ينبغي له أن يدعو بهذا الدعاء، وأن يكثر من الدعاء به، وأن يحرص على تحقيقه في حياته العملية.
فضائل الدعاء
من فضائل هذا الدعاء أن من قالَه نجا من فتنة الدنيا، ومن سلم من فتنة الدنيا سلم من عذاب الآخرة، ومن سلم من عذاب الآخرة فقد فاز برضوان الله تعالى.
شروط استجابة الدعاء
ولكي يستجاب هذا الدعاء لا بد من توافر شروط عديدة، منها:
- أن يكون الدعاء صادقًا صادرًا من قلب خاشع.
- أن يكون الداعي ملتزمًا بأوامر الله، مجتنبًا لنواهيه.
- أن لا يكون في دعائه إثم أو قطيعة رحم.
أوقات استجابة الدعاء
وللدعاء أوقات مخصوصة يستجاب فيها، مثل:
- وقت السحر.
- بين الأذان والإقامة.
- في الثلث الأخير من الليل.
مواطن استجابة الدعاء
وللدعاء مواطن مخصوصة يستجاب فيها، مثل:
- عند الكعبة.
- عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
- في المسجد الأقصى.
وختامًا، فإن الدعاء باللهم لا تعلق قلبي من أعظم الأدعية، وهو دعاء الأنبياء والصالحين، ومن قالَه نجا من فتنة الدنيا، ومن سلم من فتنة الدنيا سلم من عذاب الآخرة، ومن سلم من عذاب الآخرة فقد فاز برضوان الله تعالى.