أوقات أذكار المساء – ابن عثيمين
مقدمة
أذكار المساء من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما لها من الفضل العظيم عند الله -عز وجل-، وفيها من الخيرات والبركات ما لا يعد ولا يحصى، وهي من العبادات التي لا ينبغي للمسلم أن يتركها.
أول الوقت
يبدأ وقت أذكار المساء من غروب الشمس حتى منتصف الليل، وذلك لقوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ عِندَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ(سورة ق:18).
وينتهي وقتها بانتصاف الليل، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أترك التشهد ومثل قراءته إذا أويت إلى فراشي، فقلت: يا رسول الله، إن الصلاة تكتب عليّ وأنا نائم؟ فقال: يكتب عليك ثوابها، وتسبح نفسك”.. [سنن أبي داود، رقم: 5039].
ووقت الفضيلة لأذكار المساء هو عند غروب الشمس، لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من قال حين تغرب الشمس: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر ما خلقت، فقد استجار برب العرش العظيم من شر ما خلق”. [صحيح البخاري، رقم: 6325].
بعد صلاة المغرب
يستحب بعد صلاة المغرب الدعاء بأذكار المساء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: بسم الله الذي لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يصبح”. [صحيح البخاري، رقم: 6302].
كما يستحب بعد صلاة المغرب الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”. [صحيح البخاري، رقم: 6302].
ويستحب بعد صلاة المغرب أيضا الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت”. [سنن النسائي، رقم: 13227].
بعد صلاة العشاء
يستحب بعد صلاة العشاء الدعاء بأذكار المساء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يصبح”. [صحيح البخاري، رقم: 6323].
كما يستحب بعد صلاة العشاء الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال”. [صحيح البخاري، رقم: 6365].
ويستحب بعد صلاة العشاء أيضا الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”. [صحيح الجامع، رقم: 7278].
قبل النوم
يستحب قبل النوم الدعاء بأذكار المساء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، ووجهت وجهي إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت. فإن مات من ليلته، دخل الجنة”. [الترمذي، رقم: 3512].
كما يستحب قبل النوم الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم رب السموات السبع، ورب الأرض وما فيها، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم”. [صحيح البخاري، رقم: 6322].
ويستحب قبل النوم أيضا الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الذي تجري به الملائكة والروح، إن كنت كتبت عندك شقيا محروما فامحني واكتبني عندك سعيدا مرزوقا”. [الترمذي، رقم: 3547].
بعد الاستيقاظ من النوم
يستحب بعد الاستيقاظ من النوم الدعاء بأذكار المساء، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يستيقظ من نومه: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور”. [صحيح البخاري، رقم: 6312].
كما يستحب بعد الاستيقاظ من النوم الدعاء بالدعاء التالي: “اللهم بك أصبحت، وبك أمسيت، وبك أحيا وبك أموت، وإليك المآب”. [أبو داود، رقم: 5073].
ويستحب بعد الاستيقاظ من النوم أيضا الدعاء بالدعاء التالي: “الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره”. [أبو داود، رقم: 5073].
فضل أذكار المساء
لأذكار المساء فضل عظيم وثواب كبير عند الله -عز وجل-، ومن فضائلها:
- تكون سببا لدخول الجنة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، ووجهت وجهي إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت. فإن مات من ليلته، دخل الجنة”.
- تحمي المسلم من شر الشيطان، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يصبح”.
- تكون سببا في حصول المسلم على العفو والعافية في الدنيا والآخرة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”.
الخاتمة
إن أذكار المساء من العبادات العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، لما لها من الفضل العظيم والثواب الكبير عند الله -عز وجل-، وهي من العبادات التي لا ينبغي أن يتركها المسلم، بل عليه أن يواظب عليها في كل يوم وفي كل ليلة.