ولسوف يعطيك ربك فترضى
وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يعطيهم من نعمه ما يرضيهم في الدنيا والآخرة. وقد ورد هذا الوعد في أكثر من آية قرآنية، منها قوله تعالى: “ولسوف يعطيك ربك فترضى”. فهذه الآية الكريمة تحمل في طياتها بشرى عظيمة للمؤمنين، بأن الله تعالى سوف يكرمهم وينعم عليهم ما يرضيهم ويسعدهم.
الصبر والرضا
ولكي ينال المؤمن رضا ربه، عليه أن يتحلى بالصبر والرضا. فالصبر هو أن يتحمل المرء المصائب والشدائد التي تصيبه في حياته دون أن يتذمر أو يقنط. أما الرضا فهو أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يقنع بما قسمه له من رزق ونعم.
الشكر لله
ومن أهم أسباب نيل رضا الله تعالى هو الشكر لله تعالى على نعمه. فالشكر هو اعتراف بنعم الله تعالى، والإقرار بفضله وإحسانه. والشكر لله تعالى يكون بالقول والفعل، فيقول العبد الحمد لله على نعمه، ويشكره على ما أنعم به عليه.
طاعة الله ورسوله
ومن أهم أسباب نيل رضا الله تعالى طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. فطاعة الله تعالى هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه. أما طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي اتباع سنته والاقتداء به في أقواله وأفعاله.
الإحسان إلى الآخرين
ومن أسباب نيل رضا الله تعالى الإحسان إلى الآخرين. فالإحسان إلى الآخرين هو بذل الخير لهم، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم. والإحسان إلى الآخرين يشمل الإحسان إلى الأقارب والأصدقاء والجيران والغرباء.
العفو والتسامح
ومن أسباب نيل رضا الله تعالى العفو والتسامح. فالعفو هو أن يترك المرء عقوبة من ظلمه، والتسامح هو أن يغفر له ذنبه. والعفو والتسامح من الصفات الحميدة التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها.
السعي في الأرض
ومن أسباب نيل رضا الله تعالى السعي في الأرض. فالسعي في الأرض هو العمل والكسب الحلال. والسعي في الأرض من العبادات التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها، لأنه يجعل المرء ينفع نفسه وينفع الآخرين.
إن وعد الله تعالى لعباده المؤمنين بأن يعطيهم من نعمه ما يرضيهم هو وعد حق. وهذا الوعد لا بد أن يتحقق للمؤمنين الذين يتحلون بالصبر والرضا، ويشكرون الله تعالى على نعمه، ويطيعون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحسنون إلى الآخرين، ويعفون ويتسامحون، ويسعون في الأرض.