خلفيات التوكل على الله
مقدمة
التوكل على الله ركن أساسي في العقيدة الإسلامية، وهو يقوي القلب ويهدئ النفس ويجلب السعادة والسكينة للإنسان. إذ يدرك المتوكل على الله أن الأمور كلها بيد الله وحده، فلا يقلق على شيء ولا يحزن على فواته، بل يثق بأن الله سييسر له كل أمر فيه خير له مصداقًا لقوله تعالى: “فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.
الاعتماد الكامل على الله
يتمثل التوكل على الله في الاعتماد عليه وحده في جلب الخير ودفع الضر، واليقين بأن الله وحده هو الذي بيده كل شيء، وأن كل الأسباب التي يتخذها الإنسان إنما هي بأمر الله، فهو القادر على إنجازها أو عدم إنجازها، قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
اليقين بقضاء الله وقدره
من ثمار التوكل على الله اليقين بقضاء الله وقدره، والإيمان بأن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر كان مكتوبًا له، فالمتوكل على الله لا يتعامل مع الأحداث والمصائب بنظرة سوداوية، بل ينظر إليها باعتبارها ابتلاءً من الله، يصبّره على تحملها ويشكره عليها. قال تعالى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم”.
ترك الخوف والقلق
يعيش كثير من الناس حياتهم تحت وطأة الخوف والقلق الدائمين، إما من المستقبل أو من أشخاص آخرين أو من أمور قد تحدث وقد لا تحدث، إلا أن التوكل على الله يجعل القلب مطمئنًا إلى رحمة الله تعالى، فما دام الله هو القادر على كل شيء، فلماذا الخوف والقلق؟ قال تعالى: “أليس الله بكافٍ عبده”.
زيادة الرزق
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”، فالتوكل على الله يجلب الرزق من حيث لا تحتسب، إذ أن المتوكل لا يعتمد على الأسباب الدنيوية فقط، بل يعتمد على الله الذي ييسر له الرزق من حيث لا يحتسب.
راحة البال والنفس
يؤدي التوكل على الله إلى راحة البال والنفس وطمأنينة القلب، فالمتوكل على الله لا يحمل هموم الدنيا فوق طاقته، بل يلقي همومه على الله، ويوقن أن الله سيكفيه أمره، قال تعالى: “ألقِ على الله همك إنه هو الغفور الرحيم”.
عبادة عظيمة
والتوكل على الله من أعظم العبادات، فهو عبادة قلبية تعتمد على الإيمان واليقين الكامل بالله وحده، وهو إقرار بأن الله وحده هو المدبر للأمور، والقادر على جلب الرزق ودفع الضر، قال تعالى: “أن توكلوا على الله فإن الله عزيز حكيم”.
خاتمة
التوكل على الله هو مفتاح السعادة والراحة في الدنيا والآخرة، وهو سبب من أسباب زيادة الرزق وراحة البال، وهو عبادة عظيمة من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، قال تعالى: “فإن الله هو مولاه وهو ناصره”، فمن توكل على الله وحده فإنه لن يخيب ظنه أبدًا.