أخوي عزوتي
إن الأخوة العزوتية هي رابطة مقدسة غيرت مفهوم الأخوة في الله، وجعلتها علاقة تتخطى الروابط البيولوجية والوراثية، لتعتمد على أساس التقوى والإيمان. وهي أخوة صافية خالصة لله وحده، لا يقصد بها سواه، ولا يتقرب بها إلا إليه.
نشأة الأخوة العزوتية
نشأت الأخوة العزوتية في القرن السابع الهجري على يد الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وتأثر به عدد كبير من الصالحين، منهم الشيخ أبو العباس المرسي، الذي نشر هذه الدعوة وأرسل مريديه إلى بلاد مختلفة لنشرها في كل مكان.
يقول الشيخ الشاذلي عن الأخوة العزوتية: “ألا إنكم إخواننا في الله، وإخواننا لا في الأنساب، قد قطعنا الأنساب، وقطعنا الاحساب، ولم يبق إلا الحب في الله تعالى”.
والهدف من الأخوة العزوتية هو التآلف والتوادد في الله، وأن يتحابب المسلمون لله، وأن يخلص كل منهم في محبة أخيه لله وحده.
شروط الأخوة العزوتية
اشترط أهل الله تعالى في الأخوة العزوتية عدة شروط، منها:
- أن يصادق العبد من صفته فيما يحبه الله ورسوله.
- أن يحب العبد لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
- أن يكون قلب العبد مع أخيه في السر والعلن، وأن يكون وفياً له.
فوائد الأخوة العزوتية
للأخوة العزوتية فوائد كثيرة، منها:
- أنها سبب في دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المتحابون في الله على منابر من نور”.
- أنها سبب في رفع الدرجات، كما قال الله تعالى: “والذين آمنوا وتبعهم ذريتهم بالإيمان ألحقنا بهم ذريتهم”.
- أنها سبب في نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: “أنا شفيع لمن قال لا إله إلا الله، ولو أتى بالذنوب مثل الجبال”.
آداب الأخوة العزوتية
للأخوة العزوتية آداب ينبغي للمسلم رعایتها، منها:
- أن يحترم العبد أخاه المسلم، ولا يهينه أو يقلله من شأنه.
- أن ينصح العبد أخاه سراً ولا يفضحه علناً.
- أن يغفر العبد لأخيه خطأه، ولا يحمل له الضغينة أو الحقد.
درجات الأخوة العزوتية
للأخوة العزوتية درجات، منها:
- درجة الصحبة: وهي الدرجة التي يكون فيها العبدان في قلبيهما محبة لله ورسوله، ويبذل كل منهما العون والمساعدة للآخر.
- درجة المحبة: وهي الدرجة التي يزداد فيها المحبة بين العبدين، ويصيران كالجسد الواحد، يتأثر أحدهما بالآخر.
- درجة المودة: وهي الدرجة التي يكون فيها العبدان في قلب أحدهما مودة للأخر بحيث يصبح بمثابة نفسه.
ثمار الأخوة العزوتية
من ثمار الأخوة العزوتية:
- أنها توجب التعاون على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى”.
- أنها سبب في زيادة الإيمان، كما قال الله تعالى: “وإنما المؤمنون إخوة”.
- أنها سبب في تقوية الأخلاق، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.
خاتمة
إن الأخوة العزوتية هي رابطة مقدسة بين المسلمين، تقوم على التقوى والإيمان، وهي سبب في دخول الجنة ورفع الدرجات ونيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك، ينبغي على المسلم أن يسعى لامتلاك هذه الأخوة، ويحافظ عليها بكل ما أوتي من قوة، فإنها من كنوز الحياة الدنيا والآخرة.