بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جعلكم الله من صوامه وقوامه
أيها المسلمون والمسلمات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد جاء شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام، شهر البركة والغفران، وقد أمرنا الله تعالى فيه بصيامه والقيام فيه، ففي صيامه تطهير للأنفس، وتزكية للقلوب، وفي قيامه تقرّب إلى الله تعالى، ورفع للدرجات.
وحينما يأتي شهر رمضان يتضرع المسلمون إلى الله تعالى بأن يجعلهم من صوامه وقوامه، وذلك لما فيه من فضائل وأجر عظيم، وقد وعد الله تعالى الصائمين والقائمين بمضاعفة الأجر والثواب، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَصَامُوا وَقَامُوا يُؤْتُونَ أَجْرَهُمْ وَلَا يَخَافُونَ نَقْصًا”.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على صيام رمضان والقيام فيه، فقد ورد عنه أنه كان يصوم رمضان كله، ويعتكف في العشر الأواخر منه، وكان يحيي ليلة القدر ويجتهد فيها بالدعاء والعبادة.
فضل صيام رمضان
لصيام شهر رمضان فضائل كثيرة وأجر عظيم، ففيه يغفر الله تعالى الذنوب، ويرفع الدرجات، ويعتق من النار، قال تعالى: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
كما أن لصيام رمضان أثرًا عظيمًا في تهذيب النفس، وتعويدها على الصبر والانضباط، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ”.
وصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وقد فرض الله تعالى صيامه على المسلمين، قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”.
فضل قيام رمضان
لق القيام في شهر رمضان فضائل كثيرة وأجر عظيم، ففيه يغفر الله تعالى الذنوب، ويرفع الدرجات، ويعتق من النار، قال تعالى: “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
كما أن لقيام رمضان أثرًا عظيمًا في تقوية الإيمان، وترقيق القلوب، وخشوعها بين يدي الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وقيام رمضان سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يحيي ليلة القدر ويجتهد فيها بالدعاء والعبادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
آداب الصيام والقيام
يجب على الصائم والقائم أن يتحلى بآداب الصيام والقيام، ومن أهم هذه الآداب:
- الإخلاص لله تعالى في الصيام والقيام.
- اجتناب المحرمات في الصيام والقيام.
- التحلي بالصبر والانضباط في الصيام والقيام.
- الإكثار من الدعاء والذكر في القيام.
- التصدق والإحسان إلى الفقراء والمساكين في رمضان.
فضل العشر الأواخر من رمضان
لعشر الأواخر من رمضان فضائل كثيرة وأجر عظيم، ففيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، ويتفرغ فيها للعبادة والطاعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من اعتكف العشر الأواخر من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وينبغي على المسلم أن يجتهد في العبادة والطاعة في العشر الأواخر من رمضان، وأن يكثر من الدعاء والذكر، وأن يعتكف في المسجد إن أمكن.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر خير من ألف شهر، وهي ليلة مباركة أنزل فيها القرآن الكريم، قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، ويتفرغ فيها للعبادة والطاعة، ويجتهد في الدعاء والذكر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وينبغي على المسلم أن يجتهد في العبادة والطاعة في ليلة القدر، وأن يكثر من الدعاء والذكر، وأن يعتكف في المسجد إن أمكن.
فضل الصدقة والإحسان في رمضان
للصدقة والإحسان في رمضان أجر عظيم، وقد حثنا الله تعالى على الإكثار منها في هذا الشهر الكريم، قال تعالى: “وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالصدقة، وكان أجود ما يكون في رمضان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أحسنهم خلقًا، وخيرهم لمن يعول، وخيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
وينبغي على المسلم أن يجتهد في الصدقة والإحسان في رمضان، وأن يكثر من مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين.
الخاتمة
جعلكم الله تعالى من صوامه وقوامه، وغفر لكم ذنوبكم، ورفع درجاتكم في الجنة.
فاستغفروا الله تعالى وأكثروا من الدعاء والذكر، واعملوا الصالحات، وتصدقوا من أموالكم، واعينوا الفقراء والمساكين، وجاهدوا في سبيل الله، واعتصموا بحبله المتين، ولا تفرقوا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.