ينزل الله في الثلث الأخير من الليل
ينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فيقول: “هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”. هذا الوقت من الليل مميز ومبارك، وهو فرصة عظيمة لعبادة الله والتضرع إليه.
أهمية الثلث الأخير من الليل
للثلث الأخير من الليل أهمية كبيرة، فهو وقت استجابة الدعاء ونزول الرحمات. ومن السنة أن يقوم المسلم في هذا الوقت للصلاة والذكر والدعاء، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن ربنا تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
ويقول الله تعالى في سورة الدخان: “إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟ ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر”.
فضل صلاة قيام الليل
صلاة قيام الليل من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهي سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على صلاة قيام الليل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عز وجل، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للأدواء عن الجسد”.
ويقول الله تعالى في سورة المزمل: “يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلاً، نصفه أو انقص منه قليلاً، أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلاً”.
فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل
دعاء العبد في الثلث الأخير من الليل مستجاب بإذن الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وينادي عباده: هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟”.
ويقول الحسن البصري رحمه الله: “ما من عبد يصلي في ثلث الليل الآخر إلا استجاب الله له دعاءه”.
فضل ذكر الله في الثلث الأخير من الليل
ذكر الله تعالى في الثلث الأخير من الليل سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذكر الله تعالى في هذا الوقت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بذكر الله تعالى في السحر والليل، فإن ذكر الله في السحر والليل يمحو السيئات، ويبعث بالعبد يوم القيامة كأنه زهرة نضرة”.
ويقول الله تعالى في سورة آل عمران: “إن المتقين كانوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون”.
فضل الاستغفار في الثلث الأخير من الليل
الاستغفار في الثلث الأخير من الليل سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الاستغفار في هذا الوقت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله تعالى ثلاثة: استغفار في جوف الليل، والمواظبة على النوافل، وذكر الله على كل حال”.
ويقول الله تعالى في سورة غافر: “والمستغفرين بالأسحار”.
كيف ننتهز الثلث الأخير من الليل؟
للاستفادة من بركات الثلث الأخير من الليل، ينبغي على المسلم أن يتخذ بعض الإجراءات، ومنها:
1- النوم مبكرًا: ينبغي على المسلم النوم مبكرًا حتى يستيقظ في الثلث الأخير من الليل منتعشًا قادرًا على العبادة.
2- الوضوء قبل النوم: ينبغي على المسلم أن يتوضأ قبل النوم، فإن الوضوء يطرد الشيطان ويجعل المسلم في حالة طهارة.
3- الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل: ينبغي على المسلم أن يستيقظ في الثلث الأخير من الليل، سواء عن طريق المنبه أو عن طريق الاستيقاظ الطبيعي.
ختام
الليل من الأوقات الفضيلة التي ينبغي على المسلم أن يستغلها في العبادة، وخاصة الثلث الأخير منه. في هذا الوقت ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا ويستجيب لدعاء عباده ويغفر ذنوبهم. لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على الاستفادة من بركات الثلث الأخير من الليل من خلال الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار.