الكعبة رسم
مقدمة
تعتبر الكعبة المشرفة أقدس مكان في الإسلام، وهي قبلة المسلمين في صلواتهم، ويحج إليها المسلمون من جميع أنحاء العالم سنويًا لأداء فريضة الحج والعمرة. وقد ورد ذكر الكعبة في القرآن الكريم في العديد من الآيات، وتاريخها يمتد إلى آلاف السنين فهي تُعد من أقدم المعالم الدينية في العالم.
مكان الكعبة
تقع الكعبة المشرفة في قلب المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، وهي مبنى مكعب الشكل بارتفاع حوالي 15 مترًا، ويبلغ طول ضلعه حوالي 12 مترًا. ويكسو الكعبة كسوة سوداء من الحرير مطرزة بخيوط ذهبية، ويوجد على أحد أركانها الحجر الأسود، وهو حجر مقدس يُعتقد أنه من الجنة.
بناء الكعبة
يُنسب بناء الكعبة الأول إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه نبي الله إسماعيل عليه السلام، حيث أمرهما الله ببناء بيت الله الحرام، فقاما ببناء الكعبة من الحجارة التي جمعوها من الجبال المحيطة. وقد جدد بناء الكعبة على مر العصور، كان آخرها في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن الثامن الميلادي.
حجارة الكعبة
بنيت الكعبة من الحجارة، وتتكون من ثلاث طبقات من الحجارة: الطبقة الأولى من الحجارة الخام، والطبقة الثانية من الحجارة المنحوتة، والطبقة الثالثة من الحجارة المكسوة بالرخام. ويحيط بالكعبة طواف دائري يُسمى المطاف، حيث يطوف الحجاج حول الكعبة سبعة أشواط في فريضة الحج والعمرة.
كسوة الكعبة
تُكسى الكعبة المشرفة كل عام بكسوة جديدة من الحرير الأسود مطرزة بخيوط ذهبية، وتصنع الكسوة في مصنع خاص في مكة المكرمة. وتزن الكسوة حوالي 650 كيلوغرامًا، ويبلغ طولها حوالي 14 مترًا، وارتفاعها حوالي 11 مترًا. ويتم تغيير كسوة الكعبة في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يوافق وقفة عرفات.
الحجر الأسود
يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، ويُعتقد أنه من الجنة، وأنه كان أبيض اللون لكنه اسود بسبب خطايا الناس. ويُقبّل الحجر الأسود ويُستلم عليه في أثناء الطواف حول الكعبة.
المقام الإبراهيمي
يقع المقام الإبراهيمي على بعد أمتار قليلة من الكعبة، وهو حجر يُعتقد أنه أثر قدمي نبي الله إبراهيم عليه السلام حين كان يقف على الحجر لبناء الكعبة. ويُستحب للمسلمين أن يصلوا ركعتين عند المقام الإبراهيمي بعد الانتهاء من الطواف حول الكعبة.
حجر إسماعيل
يقع حجر إسماعيل إلى الشمال من الكعبة، وهو حجر يُعتقد أنه دُفن فيه نبي الله إسماعيل عليه السلام. ويُستحب للمسلمين أن يصلوا ركعتين عند حجر إسماعيل بعد الانتهاء من الطواف حول الكعبة.
باب الكعبة
يوجد باب واحد للكعبة، ويقع في الجهة الشرقية من الكعبة، ويُفتح الباب مرتين في السنة: مرة في شهر رمضان لتنظيف الكعبة، ومرة في يوم عرفة ليُسلم الحجاج على الحجر الأسود.
سطح الكعبة
يوجد على سطح الكعبة ميزابان ذهبيان، أحدهما في الجهة الشرقية والآخر في الجهة الغربية، وينزل منهما ماء المطر الذي يُجمع في بئر زمزم. وتتوج الكعبة بمقام يُسمى مقام إبراهيم، وهو مقام صغير تُوضع عليه أستار الكعبة قبل تغييرها.
إعمار الكعبة
تهتم المملكة العربية السعودية بإعمار الكعبة المشرفة والحفاظ عليها، فقد قامت بتنفيذ العديد من المشاريع التوسعية والترميمية للحرم المكي، بما في ذلك مشروع توسعة المطاف، وتحديث أنظمة الإضاءة والصوت، وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
ختام
تعتبر الكعبة المشرفة رمزًا للإسلام والوحدة بين المسلمين، وهي قبلة المسلمين في صلواتهم، ومقصد الحج والعمرة. وقد ورد ذكر الكعبة في القرآن الكريم في العديد من الآيات، وتاريخها يمتد إلى آلاف السنين فهي تُعد من أقدم المعالم الدينية في العالم.