اللهم اصرف عنا شر ما قضيت
مقدمة
الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن ووسيلته لقضاء حوائجه ورفع ما ينزل به من كرب أو ضرر. ومن أفضل الأدعية وأعظمها التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دعاء:
اللهم اصرف عنا شر ما قضيت
واجعل لنا من أمرك رشدا ولاتجعلنا من أمرك غدا
وهذا الدعاء له فضل عظيم ومنافع كثيرة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“من قال: اللهم اصرف عنا شر ما قضيت، وجعل لنا من أمرك رشدا، ولاتجعلنا من أمرك غدا، إلا قضى الله له بذلك” رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه
مراد الدعاء
مراد هذا الدعاء هو:
- أن يصرف الله عن العبد كل شر قضاه وقدره عليه.
- أن يجعل الله له من أمره رشدا، أي ييسره ويهديه إلى ما فيه الخير والسداد.
- أن لا يجعل العبد من أمره غدا، أي لا يجعله من الذين يتبعون أهواءهم ولا يهتدون إلى الصواب.
فضل هذا الدعاء
لهذا الدعاء فضل عظيم، ومن ذلك:
- صرف الله عن العبد كل شر قدره وقضاه عليه.
- جعل الله له من أمره رشدا، أي ييسره ويهديه إلى ما فيه الخير والسداد.
- حفظ الله العبد من أن يكون من أمره غدا، أي من الذين يتبعون أهواءهم ولا يهتدون إلى الصواب.
- قضاء الله له بحاجته، كما ورد في الحديث السابق.
حكمة هذا الدعاء
يشتمل هذا الدعاء على حكم عظيمة، منها:
- أن العبد لا يعلم ما فيه الخير له، فربما يقدر عليه شيء من الشر وهو يظن أنه خير، لهذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله أن يصرف عنا شر ما قضى.
- أن العبد ضعيف لا حول له ولا قوة، فيحتاج إلى أن يطلب من الله الرشد والهداية، فإن الله هو الهادي إلى سواء السبيل.
- أن العبد معرض للفتن والشبهات، فيحتاج إلى أن يدعو الله أن يحفظه من ذلك وأن يجعله من الذين يتبعون أمر الله ورسوله.
أوقات الدعاء
يستحب الدعاء بهذا الدعاء في كل وقت وحين، ولا سيما عند نزول المكاره وحلول المصائب، كما يستحب الدعاء به عند النوم وعند قراءة القرآن وعند الوضوء وعند دخول المسجد والخروج منه.
آداب الدعاء
يستحب عند الدعاء أن يتأدب العبد مع ربه، ومن آداب الدعاء:
- الإخلاص لله تعالى، بأن يقصد العبد بقلبه الله وحده لا غير، فلا يدعو أحدًا سواه ولا يشرك به شيئًا.
- الحضور والخشوع، بأن يقبل العبد بقلبه على دعائه وخشوعه، فلا يشتغل قلبه بشيء سواه.
- التضرع والابتهال، بأن يذل العبد نفسه لله تعالى ويناجيه بقلب رقيق ودعاء خاشع.
خاتمة
اللهم اصرف عنا شر ما قضيت، وجعل لنا من أمرك رشدا، ولاتجعلنا من أمرك غدا