ترتيب الصفن و الحكم عليها
مقدمة
يعتبر ترتيب الصفوف من القضايا المهمة في الإسلام، والتي لها أثرها البالغ على حسن أداء العبادة وخشوع المصلين. وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحث على ترتيب الصفوف وتبين حكم ذلك.
حكم ترتيب الصفوف
اختلف العلماء في حكم ترتيب الصفوف، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه سنة مؤكدة، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة”. وقال بعض العلماء أنه واجب، مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المكتظة”.
آداب ترتيب الصفوف
وردت العديد من الآداب المتعلقة بترتيب الصفوف، منها ما يلي:
تقديم الأكمل فالأكمل
يسن تقديم من هو أكمل في الدين والإسلام في الصف الأول، ثم يليه من دونه، ثم من دونه وهكذا.
ولا ينبغي أن يتقدم الأصغر سناً على الأكبر، أو الأعجمي على العربي، أو المرأة على الرجل.
وإذا تساوى اثنان في الكمال، فالأفضل أن يتقدم الأرجح نسباً أو أقدم إسلاماً.
استواء الصفوف
ينبغي أن تكون الصفوف متساوية قدر الإمكان، فلا يكون صف متقدم على صف، أو يتأخر عنه.
ويستحب أن تكون الصفوف مستقيمة ومستوية، بحيث لا يكون فيها انحناء أو ميل.
وإذا كان الصف قصيراً، فيجوز أن يتقدم الصف الذي يليه عليه لسد الفراغ.
تجنب التخلل والتفريق
ينبغي على المصلين تجنب التخلل بين الصفوف، إذ يؤدي ذلك إلى تفريقها وتشويهها.
كما ينبغي تجنب التباعد بين المصليين في الصف الواحد، حتى لا يفسد النظام.
وإذا اضطر أحد المصلين للتخلل لأمر ضروري، فيجب عليه أن يتخلل من أقرب منفذ إليه، وبأقل قدر ممكن من الإزعاج.
إكمال الصفوف
يجب على المصلين إكمال الصفوف الأمامية أولاً، ثم يشرعون في الصفوف التي تليها.
ويستحب أن تكون الصفوف مكتظة بالمصليين قدر الإمكان، حتى لا تضيع الصفوف.
وإذا لم يستطع المصلون إكمال الصفوف الأمامية، فيجوز لهم أن يصفوا خلف الإمام مباشرة، ولا يجوز لهم أن يصفوا وراءه في موضع منفرد.
سد الفرج
ينبغي على المصلين سد الفرج بينهم، حتى لا يفسد نظام الصفوف.
ويستحب أن يتماسك المصلون في الصف الواحد، بحيث يكونون كتلة واحدة.
وإذا وجد فرج بين مصليين، فيجب عليهما أن يتقاربا قدر الإمكان.
استحباب الصف الأول
يستحب أن يكون المصلون في الصف الأول، لما ورد من فضائل في ذلك.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير صفوف الرجال أولها، وخير صفوف النساء آخرها”.
ويستحب للرجال التنافس على الصف الأول، حتى ينالوا فضله.
استحباب الصف الأيمن
يستحب أن يكون المصلون في الصف الأيمن، لما ورد من فضل في ذلك.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المكتظة، ويبدأون باليمين”.
ويستحب للرجال التنافس على الصف الأيمن، حتى ينالوا بركته.
أهمية ترتيب الصفوف
ترتيب الصفوف له أهمية كبيرة في العبادة، ومن أهمها:
كسب الأجر والثواب
ترتيب الصفوف يعتبر سنة مؤكدة أو واجبة، ومن السنة ما يثاب فاعله ويؤجر عليه.
نشر العدل والمساواة
ترتيب الصفوف يضمن المساواة والعدل بين المصلين، فلا يتقدم أحد على أحد بغير حق.
خشوع المصلين
ترتيب الصفوف يساعد على خشوع المصلين، إذ أن النظام والترتيب يبعد عنهم الالتفات والتشويش.
تسهيل حركة الإمام
ترتيب الصفوف يساعد الإمام على تحريك الصفوف وإتمام الصلاة في وقتها.
نشر المودة والألفة
ترتيب الصفوف يساعد على نشر المودة والألفة بين المصلين، إذ أنهم يتعاملون مع بعضهم البعض بأدب واحترام.
الخروج عن ترتيب الصفوف
قد يخرج بعض المصلين عن ترتيب الصفوف لأسباب مختلفة، وقد يكون لذلك أثر سلبي على العبادة.
إفساد نظام الصفوف
الخروج عن ترتيب الصفوف يؤدي إلى إفساد نظامها وجمالها.
تشويش المصلين
الخروج عن ترتيب الصفوف may cause disturbance for other worshipers.
الحرمان من الأجر والثواب
قد يحرم المصلون الذين يخرجون عن ترتيب الصفوف من الأجر والثواب المترتب على ذلك.
الخلاصة
ترتيب الصفوف من القضايا المهمة في الإسلام، والتي لها أثرها البالغ على حسن أداء العبادة وخشوع المصلين. وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحث على ترتيب الصفوف وتبين حكم ذلك.
ومن السنن المتعلقة بترتيب الصفوف تقديم الأكمل فالأكمل، واستواء الصفوف، وتجنب التخلل والتفريق، وإكمال الصفوف، وسد الفرج، واستحباب الصف الأول والصف الأيمن.