هلاك الظالم في ساعته
إن الظلم من أقبح الرذائل وأشدها وطأة على النفوس، وهو من الأمور التي نهى عنها الله تعالى ورسوله في كثير من المواضع، وقد توعد الله الظالمين بعقوبات شديدة في الدنيا والآخرة.
عقوبة الظالم في الدنيا
إن عقوبة الظالم في الدنيا تكون على عدة صور منها:
- الحبس والتعذيب: فقد يُحبس الظالم ويُعذب في السجون، ومن ذلك ما حصل لقارون وفرعون وحمّان.
- الفقر والحرمان: فقد يُفقر الظالم ويُحرم من النعم التي كان يتمتع بها، ومن ذلك ما حصل لقارون الذي ابتلعه الله بالأرض وماله.
- الخوف والقلق: فقد يعيش الظالم في خوف وقلق دائم من انتقام المظلومين، ومن ذلك ما حصل لنمرود الذي كان يخاف من بعوضة.
عقوبة الظالم في الآخرة
وإن عقوبة الظالم في الآخرة أشد وأعظم بكثير من عقوبته في الدنيا، ومن ذلك:
- عذاب النار: قال الله تعالى: “إن الذين ظلموا لهم عذاب من نار”، وقال: “وإن الظالمين لهم عذاب أليم”.
- الخزي والعار: قال الله تعالى: “وإن الظالمين لا يكرمون”، وقال: “والذين ظلموا ساء ما كانوا يفعلون”.
- ندم وحسرة: قال الله تعالى: “فإنهم اليوم في الآخرة هم الأخسرون”.
هلاك الظالم في ساعته
وفي بعض الأحيان يهلك الظالم في ساعته، وقد جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اتق دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة نار”.
وممن هلك في ساعته بسبب ظلمه:
- قارون: الذي كان من أغنى أغنياء قومه، فطغى وتكبر، فابتلعته الأرض وماله.
- فرعون: الذي ادعى الألوهية وظلم بني إسرائيل، فأغرق الله تعالى جيشه في البحر.
- أصحاب الفيل: الذين أرادوا هدم الكعبة، فأرسل الله عليهم طيورا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.
أسباب هلاك الظالمين في ساعتهم
هناك عدة أسباب لهلاك الظالمين في ساعتهم، منها:
- دعاء المظلومين: فإن دعاء المظلومين مستجاب بإذن الله تعالى، قال الله تعالى: “ولا تنصروا الظالمين فتمسكم النار”.
- غضب الله تعالى: إن الظلم من الأمور التي تغضب الله تعالى ويستحق صاحبها العقاب العاجل.
- انتقام المظلومين: فقد ينتقم المظلومين من الظالمين بأنفسهم، ومن ذلك ما حصل لقوم لوط الذين أرادوا اغتصاب ضيوف نبي الله لوط، فأهلكهم الله بالصاعقة.
العبرة من هلاك الظالمين في ساعتهم
هناك عدة عبر وعظات نستفيدها من هلاك الظالمين في ساعتهم، منها:
- أن الظلم مهلكة لصاحبه: قال الله تعالى: “ولا تظلموا إن الله لا يحب الظالمين”.
- أن دعاء المظلومين مستجاب: قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”.
- أن الله تعالى قادر على إهلاك الظالمين في أي وقت: قال الله تعالى: “إن الله عزيز ذو انتقام”.
الحث على العدل والإنصاف
ندعو الله تعالى أن يعيننا على العدل والإنصاف، وأن يجنبنا الظلم والطغيان، وأن ينصر المظلومين ويقهر الظالمين.