جمال النبي يوسف
الفتنة العظيمة
كان النبي يوسف عليه السلام من أجمل خلق الله، وكان جماله يفتن النساء والرجال، فقد لقب بـ “القمر الجميل”. وقد وقعت أختان من مصر في حبه، فحاولتا الوقيعة به وإغوائه، ولكنه كان صابرًا عفيفًا، حتى حبسوه كما سنرى.
وكما جاء في القرآن الكريم: “ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين، فلما رأته قلن ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم، وقالت التي دعته من قبل لقد جئت شيئًا نكرا.”
وقيل أنه كان شديد بياض البشرة، وله خدا أحمر وردي، وعيون واسعة وشعر أسود طويل، وكان مفتول العضلات وقوياً.
محاولة الإغواء
كانت أختا زليخا من أجمل نساء مصر، وقد وقعتا في حب يوسف عليه السلام، وكانتا تحاولان إغوائه، ولكنه كان صامدًا ومقاومًا، حتى قررتا أن تشتكيا به زورًا إلى زوجها.
كما ورد في القرآن الكريم: “وجاءت امرأة العزيز في جملتها قالت تخير بالعزيز هذا فتاكم قد شغفني حبا إنني له لشقية وإن لم تفعل ما آمرك به ليسجنن وليكونا من الصاغرين.”
وتمكن يوسف من إقناع زوجة العزيز أنه بريء من التهمة، ولكن المرأة لم تصدقه، وأصرّت على سجنه.
السجن
سُجن النبي يوسف عليه السلام في سجن مصر، وكان معتقلاً مع رجلين، أحدهما كان ساقي الملك، والآخر كان خباز الملك.
وحسب ما جاء في القرآن الكريم: “ودخل معهم السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين.”
وبعد فترة، طلب النبي يوسف من الساقي والخباز أن يقصّا عليه رؤياهما، ففسر لهما وتنبأ أنهما سيخرجان من السجن.
تحقيق الرؤيا
استيقظ الملك من نومه قلقًا، وكان قد رأى رؤيا، ولم يستطع أي من الكهنة تفسيرها، فتذكر الساقي قصة النبي يوسف، وأخبر الملك بذلك.
وحسبما جاء في القرآن الكريم: “قال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون.”
أُحضر النبي يوسف إلى الملك، وفسّر له الرؤيا، وتنبأ بقدوم سبع سنوات من الرخاء، ثم سبع سنوات من القحط والجفاف.
الولاية على خزائن مصر
أعجب الملك يوسف وذكائه، فعينه على خزائن مصر، ليكون مسؤولاً عن إدارة موارد البلاد.
كما ذكر في القرآن الكريم: “قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم.”
أدار النبي يوسف أمور مصر بحكمة ودراية، فخزن الطعام في سنوات الرخاء، وعندما جاءت سنوات القحط، كان لدى مصر ما يكفي من الطعام لإطعام شعبها وجيرانها.
إخوة يوسف
سمع إخوة النبي يوسف أنه في مصر، وأنه أصبح حاكمًا عليها، فقرروا الذهاب إليه لشراء الطعام.
وحسبما جاء في القرآن الكريم: “فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين.”
تعرف يوسف على إخوته، لكنهم لم يعرفوه، وأخفى عنهم أنه يوسف، وطلب منهم أن يحضروا أخاهم الأصغر بنيامين.
اللقاء الأخير
عاد إخوة النبي يوسف إلى مصر ومعهم أخوهم الأصغر بنيامين، وأخفى يوسف كأسًا في متاع أخيه بنيامين، واتهمهم بسرقتها.
كما ذكر في القرآن الكريم: “فلما فتح متاعهم وجدوا سلعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه سلعنا ردت إلينا وارجع بنا إلى إخوتنا وائتنا بمكيال من الطعام إنا لمفحمون.”
عندما فتش إخوة يوسف متاعهم، وجدوا الكأس في متاع بنيامين، فحزن يوسف على فراق أخيه، وكشف عن هويته، فتعانق الإخوة وبكوا من الفرح.
الخاتمة
كان النبي يوسف عليه السلام من أجمل خلق الله، وكان جماله يفتن النساء والرجال، ولكنه كان صابرًا عفيفًا. وقد مر بالعديد من الابتلاءات، ولكنه صبر وتوكل على الله، حتى من عليه وأصبح حاكمًا على مصر.
دروس مستفادة من قصة النبي يوسف:
- الجمال نعمة من الله، لكن من المهم استخدامها بحكمة.
- الصبر مفتاح الفرج، وفي أحلك الأوقات كن متفائلاً وتوكل على الله.
- الغش والخداع سيقودانك إلى الدمار، بينما الصدق والأمانة سيجلبان لك النجاح.