افوض أمري إلى الله
إن الإيمان بالله والتسليم لأمره وقدره من أهم دعائم الإيمان، فالمؤمن يعلم أن الله خالق كل شيء ومالكه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وانه سبحانه وتعالى حكيم عليم، لا يفعل شيئًا إلا لحكمة بالغة، وإن لم يدركها العقل البشري، لذلك فالمؤمن يفوض أمره إلى الله، فهو يتوكل عليه ويسلمه أمره وحياته كلها، ويفوض إليه كل ما يحدث في حياته سواء كان خيرًا أو شرًا، حلوًا أو مرًا.
ما هو معنى تفويض الأمر إلى الله؟
هو تسليم الأمر لله تعالى، والرضا بقضائه وقدره، واليقين بأنه سبحانه وتعالى هو المدبر للأمور، وأنه هو العالم بكل شيء، وأنه هو الحكيم في كل أفعاله وتدبيراته، ومن يفعل هذا فقد اتقى الله وأسلم نفسه له، وهذا هو غاية الإيمان بالله.
لماذا يجب أن نفوض أمرنا إلى الله؟
لأن تفويض الأمر إلى الله له فوائد عديدة منها:
- الراحة النفسية والسكينة.
- النجاة من الهم والحزن والقلق.
- التقرب إلى الله وحبه.
- استشعار عظمة الله وقدرته.
- الرضا بالقضاء والقدر.
- تحقيق الإيمان بالله والتوكل عليه.
- الخروج من ضيق الدنيا إلى رحابة الآخرة.
كيف نفوض أمرنا إلى الله؟
أن نفوض أمرنا لله يجب أن يكون:
- بالإيمان المطلق بأن الله هو الخالق المدبر.
- باليقين بأن الله هو الحكيم العليم.
- بالرضا بقضاء الله وقدره.
- بتسليم أنفسنا وأمورنا له.
- بالتوكل عليه وعلى فضله وحمايته.
- بالتفويض له في كل ما يخصنا.
- بتفويض له في كل ما يحدث لنا.
وسائل تفويض الأمر إلى الله
ومن وسائل تفويض الأمر إلى الله:
- الإكثار من الاستغفار والتوبة.
- الإكثار من ذكر الله تعالى.
- الإكثار من الدعاء والتضرع إليه.
- الإحسان إلى الوالدين والإخوان والأقارب والناس.
- التصدق وإخراج الزكاة.
- صلاة القيام وقيام الليل.
- الصبر على أقدار الله وقضائه.
آثار تفويض الأمر إلى الله
ومن آثار تفويض الأمر إلى الله:
- الشعور بالأمان والطمأنينة.
- النجاة من الوساوس والهموم.
- تحقيق السعادة الحقيقية.
- استشعار حلاوة الإيمان.
- إدراك عظمة الله وقدرته.
- الرضا بالحال الذي هو عليه.
- التخلص من ضيق الدنيا إلى رحابة الآخرة.
امثلة من القرآن والحديث النبوي عن تفويض الأمر إلى الله
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على تفويض الأمر إلى الله، ومنها قوله تعالى:
- “افوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”.
- “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله”.
“وتفويض أمرك إلى الله وكفى بالله وكيلا”.
كما ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على تفويض الأمر إلى الله، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:
- “لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها”.
- “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”.
- “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً”.
الخلاصة
تفويض الأمر إلى الله واجب على كل مؤمن، وهو من أعظم أسباب السعادة والراحة والطمأنينة في الحياة الدنيا والآخرة، ويجب على المسلم أن يفوض أمره لله في جميع أحواله، وأن يثق به ويطمئن إلى تدبيره، وأن يرضى بقضائه وقدره، وأن يكثر من الدعاء والذكر والاستغفار، وأن يحسن إلى والديه وإخوانه وأقاربه وجميع الخلق، وأن يتصدق ويخرج الزكاة، ويصلي قيام الليل، ويصبر على أقدار الله وقضائه، حتى ينال رضا الله وجنته.