الله يكتب اللي فيه الخير: الثقة في قدر الله والرضا بقضائه
الحياة رحلة مليئة بالتحديات والمفاجآت، وقد نواجه أحيانًا أحداثًا أو ظروفًا عصيبة تتحدى إيماننا وإرادتنا. لكن في مثل هذه اللحظات، علينا أن نتذكر أن الله يكتب ما فيه الخير لنا، وأن كل شيء يحدث لحكمة ربانية، حتى وإن لم نفهمها في الوقت الراهن.
الثقة في قدر الله
الله هو خالق كل شيء، وهو وحده عالم بالغيب والمستقبل. يكتب الله ما فيه الخير لنا، حتى وإن كان لا يتوافق مع رغباتنا أو توقعاتنا في الوقت الحاضر. علينا أن نثق في حكمة الله وقدرته على تدبير أمورنا على أكمل وجه.
فكما قال تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” [البقرة: 216].
وبالتالي، فإن الثقة في قدر الله تمنحنا السلام الداخلي وتساعدنا على مواجهة التحديات بروح الإيمان والتسليم.
بلاء وابتلاء
إن البلاء والابتلاء جزء لا يتجزأ من الحياة الدنيا. وقد يرسل الله لنا اختبارات أو صعوبات لاختبار صبرنا وإيماننا وزيادة حسناتنا في الآخرة.
فكما قال تعالى: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” [البقرة: 155].
وبالتالي، علينا أن نصبر ونحتسب عند البلاء والابتلاء، ونعلم أن الله مع الصابرين.
الرضا بقضاء الله
الرضا بقضاء الله هو أحد أهم الصفات التي يتمناها المؤمن. وهو يعني القبول والتسليم بإرادة الله مهما كانت الظروف والأحداث.
فكما قال تعالى: “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا” [النساء: 65].
والرضا بقضاء الله يجلب السعادة والسكينة إلى قلوبنا، ويساعدنا على التغلب على أحزاننا وتخطي محننا.
إصلاح النية
عند مواجهة تحديات الحياة، علينا أن نراجع نوايانا ونتأكد من أنها خالصة لله. فإن الله لا يكتب لنا إلا ما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
فكما قال تعالى: “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” [النحل: 97].
وبالتالي، علينا أن نعمل صالحًا ونصلح نوايانا، حتى يكتب الله لنا الخير في الدارين.
التوكل على الله
التوكل على الله هو ركن أساسي من الإيمان. إنه يعني الاعتماد على الله في كل أمورنا، والثقة في أنه وحده هو القادر على نصرنا وتيسير أمورنا.
فكما قال تعالى: “وإن توكلوا على الله فهو حسبه إن الله غالب على أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا” [الطلاق: 3].
وبالتوكل على الله، نزيل القلق والتوتر من قلوبنا، ونستعين بالله في مواجهة تحديات الحياة.
الدعاء
الدعاء سلاح المؤمن. وهو وسيلة للتواصل مع الله وطلب العون والتوفيق منه.
فكما قال تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين” [غافر: 60].
ولذلك، علينا أن نكثر من الدعاء إلى الله، ونسأله أن يكتب لنا الخير في كل أمورنا.
الحكمة في المصائب
قد لا نفهم حكمة الله في إصابته لنا بالمصائب والشدائد في الوقت الحاضر. لكن علينا أن نثق بأن كل ما يكتبه الله لنا فيه خير لنا، حتى وإن كان ظاهره مؤلمًا أو صعبًا.
فكما ورد في الحديث النبوي الشريف: “عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” [مسلم].
وبالتالي، علينا أن نتحلى بالصبر والحكمة عند مواجهة المصائب، ونعلم أن الله كتبها لنا لحكمة بالغة.
الخاتمة
إن الله يكتب ما فيه الخير لنا، علينا أن نثق في قدره ونرضى بقضائه ونصلح نوايانا ونكثر من الدعاء ونعتمد عليه في كل أمورنا. فمهما كانت أحداث الحياة وتحدياتها، علينا أن نتذكر أن الله معنا، وهو وحده القادر على نصرتنا وتيسير أمورنا.