اللهم ياولي نعمتي وملاذي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تُعد ولا تُحصى، وجعلنا من عباده الذين ينعمون بخيراته وفضله، اللهم ياولي نعمتي وملاذي، أشكرك على كل ما منحتني به من نِعم ظاهرة وباطنة، اللهم ارزقني شكر نعمتك وأعنّي على أداء حقها.
فضل شكر النعم
لقد حثنا ديننا الإسلامي على شكر المنعم، فشُكر النعم من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم فضل شكر النعم في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا هَدَاكُمْ وَكَمَا أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ ضُلّالاً [البقرة: 198].
ومن فوائد شكر النعم أنها تزيد العبد من الخير وتجلب له الرزق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من شكر النعمة زادها الله له، ومن كفرها نقصها الله منه”.
أنواع النعم
إن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا يمكن حصرها، إلا أنه يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين هما:
النعم الظاهرة
وهي النعم التي يُمكن للإنسان أن يراها ويشعر بها، مثل نعمة الصحة والعافية، ونعمة الرزق، ونعمة الأهل والأولاد، ونعمة الأمن والأمان.
النعم الباطنة
وهي النعم التي لا يُمكن للإنسان أن يراها أو يشعر بها بشكل مباشر، مثل نعمة الإيمان والإسلام، ونعمة العقل، ونعمة التوفيق والسداد.
وجوب شكر الله على النعم
إن شكر الله تعالى على نعمه واجب على كل مسلم، وذلك لما يلي:
شكر المنعم
فالله تعالى هو المنعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، فمن الواجب علينا أن نشكره على هذه النعم وأن لا ننكرها أو نكفرها.
امتثالاً لأمر الله تعالى
لقد أمرنا الله تعالى بشكره في آيات كثيرة من كتابه العزيز، كما قال تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103].
جلب المزيد من النعم
إن شكر النعم من أسباب جلب المزيد من النعم، كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم: 7].
طرق شكر الله تعالى على نعمه
هناك العديد من الطرق التي يمكن للمسلم من خلالها شكر الله تعالى على نعمه، منها:
الحمد والثناء
أن يحمد المسلم الله تعالى ويكثر من الثناء عليه بلسانه وقلبه، وذلك بأن يقول: “الحمد لله”، “سبحان الله”، “لا إله إلا الله”.
القيام بالطاعات
أن يقوم المسلم بالطاعات التي أمره الله بها، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج، وذلك لأن الطاعات من أعظم طرق شكر الله تعالى على نعمه.
استخدام النعم فيما خلقها الله له
أن يستخدم المسلم النعم التي أنعم الله عليه بها فيما خلقها الله له، فمثلاً يستخدم الصحة في العبادة، ويستخدم المال في وجوه الخير، ويستخدم العقل في طلب العلم والمعرفة.
أثر شكر النعم على حياة المسلم
إن شكر النعم له أثر كبير على حياة المسلم، فمن آثار شكر النعم:
زيادة الإيمان
فإن شكر النعم يزيد من إيمان المسلم ويقينه بأن الله تعالى هو المنعم عليه بكل ما يملك من خير، وبالتالي تزداد محبته لله تعالى وخشيته منه.
قرب المسلم من ربه
إن شكر النعم من أسباب قرب المسلم من ربه، فالله تعالى يحب الشاكرين لنعمه، كما قال تعالى: وَأَشْكُرُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [غافر: 14].
سعادة المسلم في الدنيا والآخرة
إن شكر النعم من أسباب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، فالمسلم الشاكر يعيش في طمأنينة وراحة بال، ويكون أقرب إلى الفوز برضا الله تعالى وجنته.
كيف نحافظ على نعم الله تعالى؟
حتى نحافظ على نعم الله تعالى يجب علينا أن:
نتجنب الكفر بالنعم
أن لا نكفر بالنعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، فننكرها أو لا نعترف بها، أو نستخدمها في معصية الله تعالى.
نكثر من شكر الله تعالى على نعمه
أن نكثر من شكر الله تعالى على نعمه بلساننا وقلوبنا، ونظهر هذا الشكر في أقوالنا وأفعالنا.
نستخدم النعم فيما خلقها الله له
أن نستخدم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا فيما خلقها الله له، ولا نستخدمها في معصية الله تعالى أو في إيذاء الآخرين.
وختاماً..
إن شكر النعم من أهم العبادات وأجل القربات، وهو واجب على كل مسلم، ومن أسباب جلب المزيد من النعم وسعادة المسلم في الدنيا والآخرة، ولذلك يجب علينا أن نحرص على شكر الله تعالى على نعمه ظاهرة وباطنة، وأن نتجنب الكفر بها أو استخدامها في معصيته.