الكعبة ايام الرسول

الكعبة ايام الرسول

الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، وقد بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأمر من الله عز وجل، وذلك بعد الطوفان الذي عم الأرض وأهلك جميع من عليها إلا سيدنا نوح ومن آمن معه في السفينة، وبعد الطوفان أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة بقوله تعالى: “وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا

الكعبة قبل الإسلام

كانت الكعبة قبل الإسلام مشرفة على العرب، وكانوا يحجون إليها من أقطار الأرض، ويطوفون بها ويسعون بين الصفا والمروة، ويقيمون عندها المناسك، وهي:

• الوقوف بعرفة.
• رمي الجمار.
• ذبح الهدي.
• الحلق أو التقصير.
• الطواف بالبيت.
• السعي بين الصفا والمروة.

الأصنام حول الكعبة

كان العرب في الجاهلية قد وضعوا حول الكعبة الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله عز وجل، وكانوا يعتقدون أنها تشفع لهم عند الله تعالى، وكان من أشهر هذه الأصنام: هُبل، واللات، والعُزى، ومناة.

وكانت الكعبة في الجاهلية مكانا للتجارة، وكان التجار يأتون إليها من كل مكان، ويقيمون سوقا حولها، وكانوا يعقدون فيها المعاهدات والاتفاقيات.

وكان العرب في الجاهلية يحرّمون القتال في مكة ويعتبرونها بلدا آمنا، وكانوا يعلقون أسلحتهم على جدران الكعبة، وكانوا يعتقدون أن مكة بلد مقدس لا يجوز الاعتداء عليه.

الكعبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، وكان يرى ما عليه العرب من ضلال وعبادة الأصنام، فأخذ يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وإلى ترك عبادة الأصنام.

ولاقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قومه من كفار قريش أشد الأذى والاضطهاد، ولكن الله تعالى نصره عليهم، وأظهر دينه، وأيده بالنصر والتمكين.

وفي السنة الثامنة من الهجرة فتح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مكة، ودخلها فاتحا منتصرا، ودخل الكعبة، ودمر الأصنام التي كانت حولها، ونظفها من الأرجاس، وأقام فيها التوحيد، وأمر بتطهيرها وجعلها محلا لعبادة الله وحده.

تطهير الكعبة من الأصنام

دخل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد فتح مكة، ومعه أبو سفيان بن حرب، فرأى على جدرانها الصور المرسومة، والملائكة، وصور الأنبياء، فمسحها بيده وقال: “الله أكبر، صدق الله ورسوله، جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”.

ثم أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتطهير الكعبة من الأصنام، فحطمها الصحابة رضي الله عنهم، وغسلوا جدرانها من الصور المرسومة عليها.

وبعد أن طهر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكعبة من الأصنام، صلى فيها ركعتين، ثم خرج منها، وصلى بالناس خارج الكعبة.

إحرام الكعبة

أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإحرام الكعبة، وذلك بكسوتها بالثياب القشيبة، وكان أول من كساها سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، بعد أن احترقت في حريق سنة 64 هـ.

ومنذ ذلك الحين والكعبة تكسى كل عام، ويأتي كسوتها من مصر، وهي عبارة عن ستارة سوداء مكتوب عليها آيات من القرآن الكريم.

وتعتبر كسوة الكعبة من الشعائر الإسلامية العظيمة، وهي تمثل رمزا لوحدة المسلمين وتوحيدهم.

باب الكعبة

كان باب الكعبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم خشبا، وكان يفتح ويغلق من الداخل فقط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع المفتاح عند أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها.

وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر بإضافة باب آخر للكعبة، وكان من الخشب أيضا، وكان يفتح ويغلق من الخارج، وكان مفتاحه عند عثمان بن طلحة رضي الله عنه.

وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أمر بتكسية البابين بالذهب، وأمر أيضا بجعل أحد البابين للدخول، والآخر للخروج.

حجر الأسود

حجر الأسود هو حجر مقدس وضعه جبريل عليه السلام في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، وكان بياضا ناصعا، ولكن ذنوب بني آدم سودته، وهو جزء من الجنة.

يُستحب تقبيل حجر الأسود عند الطواف بالكعبة، ويُستحب أيضا لمسه، وهو من سنن الحج والعمرة.

ويعتقد المسلمون أن حجر الأسود هو الحجر الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما بنى الكعبة، وهو الذي وعد الله به سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن يجعله مقامًا للناس.

الأستار حول الكعبة

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الكعبة محاطة بأستار من القماش القطني، وكان الغرض منها حمايتها من العوامل الجوية، ومن دخول الحيوانات والحشرات إليها.

وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمر بتجديد أستار الكعبة، وكان أول من كساها بالحرير، وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان رضي الله عنه، أمر بتجديد أستار الكعبة، وكان أول من كساها بالديباج.

وتعتبر أستار الكعبة من الشعائر الإسلامية العظيمة، وهي تمثل رمزا لوحدة المسلمين وتوحيدهم.

الكعبة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، استمرت الكعبة على ما كانت عليه في عهده، ولم يتغير شيء فيها، وظلت قبلة المسلمين ومكان عبادتهم.

وعلى مر العصور، تم تجديد الكعبة وإصلاحها عدة مرات، ولكنها ظلت محافظة على شكلها الأساسي الذي بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام.

ويُعد الحج إلى الكعبة ركناً من أركان الإسلام الخمسة، ويقوم المسلمون من كل أنحاء العالم بالحج إلى الكعبة كل عام، لأداء مناسك الحج والعمرة.

الخاتمة

الكعبة المشرفة هي أهم مكان مقدس في الإسلام، وهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، وقد بناها سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأمر من الله عز وجل، وهي قبلة المسلمين ومكان عبادتهم، وقد تم تجديدها وإصلاحها عدة مرات على مر العصور، ولكنها ظلت محافظة على شكلها الأساسي الذي بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام.