اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مقدمة
إن التوجه إلى الله تعالى بالدعاء يعتبر من أهم العبادات التي يقوم بها المسلم، فهو وسيلة للتواصل مع الله سبحانه وتعالى، واللجوء إليه في كل أمر، وطلب العون والمساعدة منه، ومن أهم الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة هو دعاء “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، وهو دعاء عظيم وواسع يدل على التوكل على الله تعالى وحده، واليقين بأن الشفاء بيده سبحانه وتعالى، وأنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله.
فضل الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك”
ورد في السنة النبوية الشريفة فضل عظيم لدعاء “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، فقد روى الإمام أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض أحد من أهله قال: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا”.
كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء في مرض غير مرة إلا عافاه الله تعالى”.
معنى الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك”
إن معنى الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” هو إقرار المسلم بأن الشفاء بيد الله تعالى وحده، وأنه هو الذي بيده الشفاء، وهو الذي يمن به على عباده، ولا حول ولا قوة للعبد إلا بالله تعالى، أي أنه لا يملك من أمره شيئًا، ولا يمكنه أن يشفى نفسه بنفسه، وإنما يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء طالبًا منه الشفاء.
شروط استجابة الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك”
حتى يستجيب الله تعالى لدعاء المسلم بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” لا بد أن تتحقق فيه بعض الشروط، ومن أهم هذه الشروط:
- الإخلاص لله تعالى وتوجيه الدعاء إليه وحده.
- اليقين بأن الله تعالى هو وحده الذي بيده الشفاء.
- الدعاء بخشوع وتضرع.
- الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس.
أسباب عدم استجابة الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك”
قد يدعو المسلم بدعاء “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” ولا يستجيب الله تعالى لدعائه، وقد يكون السبب في ذلك يرجع إلى بعض الأمور، منها:
- عدم الإخلاص في الدعاء، أو توجيه الدعاء لغير الله.
- ضعف اليقين بالله تعالى، وعدم التوكل عليه.
- عدم الإلحاح في الدعاء، واليأس من إجابة الله تعالى.
كيفية الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك”
إن الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” يكون على النحو التالي:
يقول المسلم:
اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ويمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان، ولكن يُستحب الدعاء به عند المرض أو عند الشعور بألم أو مرض، كما يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء لغيره من المسلمين المرضى.
فضل الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” في المرض
إن الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” له فضل عظيم في حال المرض، فهو سبب من أسباب الشفاء، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض أحد من أهله قال: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا”.
كما أن الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” يرفع البلاء والوباء، فقد روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها”.
الختام
إن دعاء “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” من الأدعية العظيمة التي وردت في السنة النبوية الشريفة، وهو دعاء شامل يكشف عن توكل المسلم على الله تعالى، واعتقاده بأن الشفاء بيده وحده، وأنه لا حول ولا قوة له إلا بالله، كما أن الدعاء بـ “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك” له فضل عظيم في المرض، فهو سبب من أسباب الشفاء، ورفع البلاء والوباء.