قصيدة الخال
قصيدة الخال تقع ضمن ديوان “أغاني بيروت” للشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، ونشرت عام 1921. وتعتبر من أشهر قصائد الشاعر وأكثرها شيوعًا، وتتميز بالدفء العاطفي والأسلوب السردي البسيط.
طفولة الشاعر
يبدأ أبو ماضي قصيدته باستعادة ذكريات طفولته، حيث يتذكر خاله الذي اعتنى به وهو طفل بعد وفاة والده. يصف الشاعر خاله بأنه رجل حنون وصبور، كان له دور كبير في تربيته وتعليمه.
يتذكر أبو ماضي لعبته المفضلة مع خاله، وهي لعبة “الغميضة”، حيث كان يختبئ خلف باب المنزل منتظرًا أن يجده خاله. يصف الشاعر شعور الفرح والسعادة الذي كان ينتابه عند العثور عليه، حيث كان خاله يعانقه بحنان.
كما يتحدث أبو ماضي عن رحلاته مع خاله إلى البلدة المجاورة، حيث كانا يذهبان إلى الحقول والغابات. كان الشاعر الصغير ينبهر بجمال الطبيعة ويتعلم الكثير من خاله عن الحياة والنباتات والحيوانات.
وصف الخال
يرسم أبو ماضي صورة مفصلة لخاله في قصيدته. يصفه بأنه رجل طويل القامة وذو شعر أسود وعيون براقة. كان خاله يتميز بحكمة ونضج، وكان يحظى باحترام الجميع في القرية.
يتحدث أبو ماضي عن كرم خاله وكرم ضيافته. كان خاله دائمًا يستقبل الضيوف في منزله بحفاوة، ويقدم لهم الطعام والشراب حتى ولو كان متواضعًا. كان الشاعر يعتز بشهامة خاله وكرمه، وكان يعتبره قدوة له.
كما يصف أبو ماضي خاله بأنه رجل شجاع وقوي، كان لا يتردد في الدفاع عن الحق والعدل. كان الشاعر الصغير يفتخر بخاله ويحلم بأن يكون مثله عندما يكبر.
ذكريات باقية
يختتم أبو ماضي قصيدته بالتعبير عن حنينه إلى خاله الراحل. يقول إن ذكرياته معه لا تزال حية في ذهنه، وأنها ستبقى معه طوال حياته.
يشكر الشاعر خاله على كل ما قدمه له، ويقول إنه مدين له بالكثير. كما يعبر عن فخره وإعجابه بخاله، ويعتبره أعظم شخص عرفه في حياته.
قصيدة الخال هي شهادة على عمق الحب والتقدير الذي يكنه أبو ماضي لخاله. كما أنها قصيدة مؤثرة تصور العلاقة الخاصة بينهما، وهي بمثابة تكريم لجميع الأعمام الذين يلعبون دورًا مهمًا في حياة أبناء إخوانهم.