الم نشرح لك صدرك
مقدمة
سورة “الم نشرح” هي السورة رقم 94 في ترتيب المصحف الشريف، وهي من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. وتتكون السورة من ثماني آيات كريمة، وتعتبر من السور القصيرة التي يسهل حفظها وتلاوتها. وتبدأ السورة بحرفي الهجاء “الم” اللذين يظهران في بداية 29 سورة من سور القرآن الكريم، ويعتقد بعض المفسرين أن هذه الحروف لها معاني ورموز خاصة، إلا أن معناها الحقيقي غير معروف.
1. شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم
تبدأ الآية الأولى من السورة بقوله تعالى: “الم نشرح لك صدرك”، وهي إشارة إلى أن الله تعالى قد وسع صدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وألهمه الصبر والقوة لتحمل أعباء النبوة والرسالة. وكان صدر النبي صلى الله عليه وسلم ضيقًا وثقيلاً قبل نزول هذه الآية، وقد أمره الله تعالى أن يستعين به في مواجهة التحديات التي سيواجهها في دعوته.
2. رفع الغم والكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم
تتابع الآية الثانية لتقول: “ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك”، وهي إشارة إلى أن الله تعالى قد رفع عن النبي صلى الله عليه وسلم أعباء الدعوة التي كانت تثقل كاهله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعاني من أذى قريش وصد الناس عنه، فأنزل الله تعالى هذه الآية لتخفف عنه وتقوي عزيمته.
3. رفع مكانة النبي صلى الله عليه وسلم
تقول الآية الثالثة: “ورفعنا لك ذكرك”، وهي إشارة إلى أن الله تعالى قد رفع مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين الناس، وجعله مشهورًا ومعروفًا في العالمين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مجهولاً، إلا أن الله تعالى أكرمه وشرفه بنبوته ورسالته، فذاع صيته وانتشر اسمه في كل مكان.
4. مشقة في اليسر
تقول الآية الرابعة: “فإن مع العسر يسرا”، وهي إشارة إلى أن الله تعالى لا يبتلي عباده بالمصاعب والشدائد إلا لييسر لهم بعد ذلك الأمور، ويفرج كربهم. وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير من الصعوبات والتحديات في دعوته، إلا أن الله تعالى كان معه في كل خطوة، ويسر له الأمر بعد العسر.
5. الصبر على البلاء
تقول الآية الخامسة: “فإن مع العسر يسرا”، وهي تؤكد على ضرورة الصبر على البلاء والشدائد، وعدم اليأس أو القنوط من رحمة الله تعالى. وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه، وعدم الاستسلام لهم، ووعده بأن ييسر له الأمر بعد العسر.
6. الاستمرار في الدعوة
تقول الآية السادسة: “فإذا فرغت فانصب”، وهي إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يستمر في الدعوة إلى الله تعالى، ولا يكل أو يمل. وقد أمره الله تعالى بأن ينصب نفسه للعبادة والطاعة، وأن يجاهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام، حتى يبلغ رسالته إلى الناس.
7. الاستعانة بالله تعالى
تقول الآية السابعة: “وإلى ربك فارغب”، وهي إشارة إلى ضرورة التوكل على الله تعالى، واللجوء إليه في كل أمور الحياة. وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يلجأ إليه وحده في أمور دينه ودنياه، وأن لا يعتمد على أحد سواه، وأن يثق بقدرته على نصرته وتأييده.
خاتمة
سورة “الم نشرح” هي سورة عظيمة الشأن، وهي بمثابة رسالة تطمين وراحة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد شرح الله تعالى صدره، ورفع عنه الهم والكرب، ورفع مكانته بين الناس، ووعده بأن ييسر له بعد العسر. وهذا يبين أن الله تعالى مع عباده المؤمنين، وأن عليهم الصبر على البلاء، والاستمرار في الدعوة، والاستعانة به في كل أمور الحياة.