الحياء
مدخل
الحياء صفة حسنة، محببة إلى الله تعالى وإلى الناس، وهو من شيم المؤمنين المخلصين، ومقتضى الإيمان الكامل بالله تعالى. وقد حث الإسلام على التحلي بالحياء، وعدّه من صفات المؤمنين، وذم من لا حياء له.
تعريف الحياء
الحياء هو استشعار المرء لجمال الفضيلة، وقبح الرذيلة، فيستحيي من الوقوع فيما يقبح، ويحرص على ما يحسن ويفضل. وهو خلق يبعث صاحبه على فعل الخيرات، واجتناب المنكرات، والابتعاد عن كل ما يخدش الحياء.
أنواع الحياء
الحياء نوعان: حياء من الله تعالى، وحياء من الناس. فحياء المرء من الله تعالى هو خوفه ورهبته من الوقوع فيما يغضبه، واستحياؤه منه سبحانه وتعالى. أما حياء المرء من الناس فهو خوفه من الوقوع فيما يعيبونه أو يذمونه.
حياء المسلم من الله تعالى
إن حياء المسلم من الله تعالى يقتضيه أن يستحيي من الوقوع في الذنوب والمعاصي، وأن يتقي الله في السر والعلن، وأن يتحفظ من كل ما يغضبه. ومن حياء المسلم من الله تعالى أن يستحيي من الدعاء إليه وهو على غير طهارة أو في غير وقته، وأن يستحيي من التقصير في العبادات.
آثار الحياء من الله تعالى
إن الحياء من الله تعالى من أعظم ما يعين المسلم على التقرب إليه، وعلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات. فإذا استحيا العبد من ربه، كف نفسه عن المعاصي، وقام بالطاعات، وتحلى بصفات الكمال.
حياء المسلم من الناس
إن حياء المسلم من الناس يقتضيه أن يستحيي من كل ما يعده الناس قبيحًا أو معيبًا، وأن يحرص على التمسك بالأخلاق الحميدة، وأن يجتنب كل ما يخدش الحياء. ومن حياء المسلم من الناس أن يستحيي من الوقوع فيما يسيء إلى سمعته أو سمعة أهله أو مجتمعه.
آثار الحياء من الناس
إن الحياء من الناس من أهم العوامل التي تحفظ للمسلم مكانته في المجتمع، وتحفظه من الوقوع فيما يسيء إلى سمعته أو سمعة أهله أو مجتمعه. فإذا استحيا المسلم من الناس، كف نفسه عن ارتكاب ما يعيبه أو يذمه.
الحياء والفضائل الأخرى
الحياء فضيلة عظيمة ترتبط بالعديد من الفضائل الأخرى، مثل: العفة، والصبر، والصدق، والأمانة، والصدق، والكرم، والإحسان. وذلك لأن الحياء يمنع صاحبه من الوقوع فيما يعيب أو يذم، ويدفعه إلى التحلي بالصفات الحميدة.
الحياء في المجتمع
الحياء من أهم دعائم المجتمعات القوية المتماسكة، فهو يحفظ للمجتمع أخلاقه وقيمه، ويمنع أفراده من الوقوع فيما يسيء إليهم أو إلى مجتمعهم. فإذا انتشر الحياء في المجتمع، قلّت فيه الجرائم والمنكرات، وعمّ الخير والبر.
ختام
الحياء فضيلة عظيمة، محببة إلى الله تعالى وإلى الناس، وهو من شيم المؤمنين المخلصين، ومقتضى الإيمان الكامل بالله تعالى. وقد حث الإسلام على التحلي بالحياء، وعدّه من صفات المؤمنين، وذم من لا حياء له. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الحياء في السر والعلن، وأن يحفظنا من الوقوع فيما يسيء إلينا أو إلى مجتمعنا.