إن الحياء من أهم الأخلاق و الفضائل الحميدة التي يجب على كل مسلم ومسلمة التحلي بها، وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التحلي بهذه الخصلة العظيمة في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن هذه الأحاديث:
حديث عن الحياء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار”.
ففي هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الحياء جزء لا يتجزأ من الإيمان، والإيمان دار جزاؤه الجنة، بينما البذاءة أي قلة الحياء من الجفاء، والجفاء صاحبه مآله النار.
مظاهر الحياء
و للحياء مظاهر عديدة منها:
- ستر العورات.
- غض البصر عن المحرمات.
- عدم التبذل في القول أو الفعل.
- إخفاء النعم والستر على الفقراء.
- عدم التطاول على الآخرين.
- احترام الكبير، ورحمة الصغير.
- الحرص على فعل الخيرات والتقرب إلى الله عز وجل.
ثمار الحياء
و للحياء ثمار عظيمة منها:
- محبة الله تعالى.
- رضا الله سبحانه وتعالى.
- دخول الجنة.
- الوقاية من النار.
- حفظ العرض والكرامة.
- الستر من سوء الخاتمة.
- تمتع المرء بالقبول والاحترام في المجتمع.
الحياء من الإيمان
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.
فالحياء إذن من أهم شعب الإيمان، وهو صفة محمودة يحبها الله ورسوله، وهي دليل على تقوى العبد وورعه.
الحياء في القرآن الكريم
وقد ورد الحياء في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: ﴿وَلِيَسْتَحْيِيَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ﴾ [النور:27].
ففي هذه الآية يحث الله تعالى أهل العلم والإيمان على التحلي بالحياء، وذلك لأن الحياء يمنع من الوقوع في المعاصي والرذائل.
الحياء في السنة النبوية
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بالحياء في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قوله: “الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”.
ففي هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الحياء والإيمان متلازمان، فإذا فقد الحياء فقد الإيمان، وإذا فقد الإيمان فقد الحياء.
الحياء في حياة الصحابة
وكانت الصحابة رضوان الله عليهم يتحلون بالحياء الشديد، وكانوا حريصين على ستر عوراتهم، وغض أبصارهم، وعدم التبذل في القول أو الفعل.
فقد كان من دأبهم أن يغمضوا أعينهم عند دخول الخلاء، وكانوا يستترون بأشجار أو حجارة عند قضاء الحاجة.
الحياء في العصر الحديث
وفي العصر الحديث، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ظاهرة قلة الحياء بشكل كبير، حيث أصبح الناس يتباهون بعوراتهم، وينشرون صورًا وفيديوهات فاضحة، وهو ما يعد مخالفًا للدين والأخلاق.
ولذلك، فإننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إحياء هذه الخصلة العظيمة، ونشرها بين الناس، وتوعيتهم بأهميتها ومكانتها في الإسلام.
خاتمة
الحياء صفة حميدة محببة إلى الله ورسوله، وهي من شعب الإيمان، ولها مظاهر عديدة وثمار عظيمة، وقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التحلي بها، وسار على نهجه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فلنحاول جميعًا نشر هذه الخصلة العظيمة، ودعوتنا بها، والتزامها في أقوالنا وأفعالنا.