قس بن ساعدة
هو قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن مالك بن غنم بن مالك بن كنانة، وأمه هي ليلى بنت عبيد بن الأبرص أحد بني الحارث بن فهر، وقيل أمه هي هند بنت مرة بن هبيرة بن سعد بن مرة بن كعب بن غنم بن كنانة، وهو من أشراف قريش، فقد كان أحد السادة الذين اشتركوا في حلف الفضول.
حياته قبل الإسلام
كان قس بن ساعدة أحد أحناف قريش الذين مالت بهم نفوسهم إلى عبادة الله وحده، وكان عابدًا ناسكًا، وكان يرى في نفسه مقدرة على الزعامة، وكان إذا رأى قريشًا اجتمعت ليشربوا الخمر ويلهون أنصرف عنهم وأخذ طريقًا آخر، وكان يرى أن الله سوف يبعث فيهم نبيًا، وقد كان ينتظر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: “والله إني لأرجو أن يخرج منا نبي يبعثه الله، ويكون نبينا”.
إسلامه
لما أعلنت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها إسلامها، وصدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، وكان قس بن ساعدة يتردد على خديجة فيشاورها في أمور دنياه، وكان قد صار صديقًا لها كثيرًا ما يتردد عليها، فكان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشهد ما جاء به، ويسمع ما يقرأ من القرآن، وأحس قس بصدق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه هو النبي الذي كان ينتظره، فأعلن إسلامه، وكان إسلامه في السنة الخامسة للبعثة النبوية، وقد أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه.
مواقفه في الإسلام
كان قس بن ساعدة من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى المدينة المنورة، وكان من المهاجرين الأوائل، وشهد غزوة بدر، وكان من أشراف المسلمين، وقد وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حينما كثر عليه المشركون وانفض عنه كثير من المسلمين، كما أنه كان حسن الخلق حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه رجل “حسن الخلق”.
وفاته
توفي قس بن ساعدة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد عرف بالزهد والعبادة، فكان يقرأ القرآن في كل ليلة فيصلي بركعة. وكان إذا دخل المسجد، وكان فيه ناس فصلوا، قام فصلى بنفسه ركعتين.